تونس - (وات) "الفنان إزاء الحريات" أو "الفن كممارسة للديمقراطية" هو موضوع الدورة الثالثة للتظاهرة الفنية الثقافية "دريم سيتي" التي انطلقت فعالياتها ظهر الأربعاء بمدينة تونس العتيقة وتتواصل إلى غاية 30 سبتمبر. وعن اختيار موضوع الدورة أفاد سفيان ويسي المدير الفني في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء أن تمسك الفنانين بحرياتهم ودفاعهم عنها ليس وليد الثورة قائلا " دافعنا دوما وسنواصل الدفاع عن حريتنا، لن نتخلى عنها فالفن هو مهنتنا ونحن لن نتراجع عن الدفاع عن حرية الفنانين التي هي حرية المواطنين كذلك". هذه الحرية والانعتاق تتجسد من خلال عديد اللوحات والعروض الفنية التي سيتابعها الجمهور. عن إحدى اللوحات تقول درصاف بن ناصر المقيمة بفرنسا والتي تشارك لأول مرة في تظاهرة "دريم سيتي" "أشرفت على تأطير مجموعة من الشباب الطلبة وسنقدم لوحة فنية استعراضية في الشارع تعتمد الجسد المزيٌن والمقنٌع للتعبير عن الاراء". وتضيف " لقد زرت تونس في السابق والتقطت صورا فوتوغرافية لعدة رسوم وخطوط كانت على جدران المدينة وستكون تلك الصور اليوم جزءا من عرضنا حيث سنوزع العديد منها ونجعل المواطنين الذين سيتابعون العرض جزءا لا يتجزء منه." ويتضمن برنامج الدورة الثالثة ل"دريم سيتي" معرضا للصور الفوتوغرافية في الفضاء المفتوح على لافتات الاشهار والاعلانات التجارية تحت شعار "أجسام طليقة في الفضاء العام" بمشاركة 4 مصورين من تونس والصين وإيران والكونغو الديمقراطية إلى جانب عرض أفلام سينمائية وأشرطة فيديو وغيرها من الأنشطة. وستكشف هذه الانشطة عن 41 عمل فني لمبدعين تونسيين وأجانب من فنانين تشكيليين وموسيقيين وممثلين وراقصين ومصممين وسينمائيين وكتاب وفلاسفة وعلماء اجتماع. وسيفسح المجال للزائرين ليناقشوا كل الاعمال التي يشاهدونها وليعبروا عن نقدهم وانطباعاتهم وذلك ضمن لقاءات يقع تنظيمها في ختام كل يوم من الساعة السادسة والنصف الى الثامنة مساء في اطار ما أسماه المنظمون "دريم كافي". أزقة المدينة العتيقة كانت اليوم تعج بالمارة أكثر من عادتها، جلهم من الطلبة، كل واحد يحمل سوارا في معصمه وخريطة بيده ليتعرف على مكان العرض فكل راغب في متابعة العروض مطالب باقتناء تذكرة يحصل بموجبها على سوار يختار لونه المطابق للون المسلك الذي اختار أن يزور فضاءاته. وسيكون بإمكان الجمهور متابعة العروض يوميا من منتصف النهار الى الثامنة ليلا واختيار المسلك الذي يريده من بين الأربعة مسالك الملونة التي تأخذ الزائر من مكان إلى آخر في ثنايا المدينة العتيقة. وجدير بالذكر أن هذه التظاهرة التي تنظمها جمعية "الشارع فن" ستقام أيضا من 5 الى 7 أكتوبر 2012 بالمدينة العتيقة بصفاقس. وأفاد المنظمون أنه تم اختيار صفاقس لتشارك العاصمة هذه الاحتفالات الفنية في محاولة لدعم النشاط الثقافي والفني بهذه المدينة التي تعدٌ ثاني أكبر المدن التونسية وسعيا للتشجيع على اللامركزية الثقافية.