تعتبر مسألة الأراضي الدولية أو ما يعرف بالمقاسم الفنية قضية وطنية وخاصة في مناطق الشمال الغربي حيث لا يزال أبناء هذه الجهات يرزحون تحت الفقر والخصاصة والحاجة وهم محاطون بأخصب الأراضي الأمر الذي جعلهم متمسكين باسترجاع هذه الاراضي. وقد طفت بحدة هذه الأيام على الأحداث مطالب لأهالي عديد المناطق من معتمدية تبرسق لاسترجاع هذه الأراضي وسط حالة من الاحتقان من ذلك أهالي الشهيد وفدان السوق
وخلاد وعين مسكة الذين أكدوا أن هذه الضيعات كانت تشغل مئات العمال وكانت مردوديتها مرتفعة جدا عندما كانت تحت إشراف الدولة في شكل تعاضديات.
وتوجد بمعتمدية تبرسق آلاف الهكتارات والأراضي الخصبة التابعة للدولة والتي تم التفويت فيها للخواص وتوزيعها عليهم على أساس الولاء الحزبي والانتماء السياسي زمن حكم بن علي.
وأفاد عديد الأهالي أن الحاصلين على هذه الضيعات لم يستغلوها على الوجه الأمثل ذلك أنهم لم يحترموا مقتضيات كراس الشروط بل وتهاونوا في تطبيق أبسطها على غرار الحفاظ على البناءات وصيانة المعدات.
وقد التقينا أحد متساكني منطقة خلاد ويدعى حسن الشهيدي والذي لخص مطالب أبناء جهته المتمثلة في استرجاع المقاسم من قبل الدولة وأشار إلى أن هؤلاء الفنيين أهملوا كراسات الشروط والتي تلزمهم بتوفير الشغل وإحداث مناطق سقوية وتطوير الأنشطة الفلاحية والعناية بتربية الماشية. وأشار السيد حسن الشهيدي إلى أن شركة الإحياء «الشهيد» تشغل حاليا خمسة عملة في حين كانت تضم حوالي ثمانين عاملا عندما كانت في شكل تعاضدية تابعة للدولة.
وعلاوة على هذه الإخلالات القانونية فإن بعض الفنيين أقدموا على كراء هذه الضيعات لأطراف أخرى وهو ما أثار حفيظة أبناء الجهة وقد حصلنا على نسخة من عقد كراء لضيعة «عين الحمام» بفدان السوق.
ومن جهته عبر السيد محمد المنصف الراجحي عن استغرابه من الحالة المتردية التي أصبحت عليها ضيعة «عين الحمام» المذكورة فقد أقدم المستثمر على قطع الأشجار وأهمل المباني التي أصبحت آيلة للسقوط وصارت التجهيزات الفلاحية من جرارت وآلات في حالة رثة. أما شباب عين مسكة فقد طالبوا بحقهم في التشغيل في المقاسم المحاذية لسكناهم عن طريق السيد معتمد تبرسق والسيد والي باجة إلا أنهم لم يجدوا آذانا صاغية وقد استظهر الشاب طارق الجبالي بالمطالب المذكورة.
الآن وقد تعالت الأصوات لمراجعة طرق إسناد هذه الأراضي فإن المسؤولية تتقاسمها وزارتا الفلاحة وأملاك الدولة والشؤون العقارية وذلك بالإشراف والهيكلة في إطار سياسة تنموية تتماشى وطبيعة المرحلة وتستجيب لطموحات مزارعين وفلاحين بسطاء هم أكثر تعلقا بكل شبر من هذه الأرض.