كنا تحدثنا في اعداد سابقة عن التجاوزات التي يشهدها القطاع الفلاحي بجهة زغوان وبالتحديد ما حدث في الوحدة الانتاجية للانتاج الفلاحي ببوسليم حيث عمدت السلط الادارية الى اتخاذ قرار فوقي بحل التعاضدية المذكورة والتفويت فيها الى شركتي احياء دون الاخذ بعين الاعتبار موقف المتعاضدين المؤهلين وحدهم للمصادقة على قرار الحل في جلسة عامة، هؤلاء كانوا تقدموا بمطالب عديدة منذ 1999 الى الان الى السلط الادارية والسياسية مطالبين بالحصول على مقاسم تؤمن لهم ولعائلاتهم العيش الكريم والاستقرار وتقيهم البطالة، الا ان هذا المطلب المشروع باعتبار ما قدموه من تضحيات لاحياء الارض والعناية بها والنهوض بهذه التعاضدية وتطويرها، لم يؤخذ بعين الاعتبار من قبل والية الجهة التي اصرت دون مبرر مقنع على التفويت في هذه التعاضدية الى شركتي احياء رغم ان التجربة اثبتت الفشل الكبير الذي منيت به هذه الشركات بالجهة حيث افلس بعضها والبعض الاخر تراجع مردوده مقارنة بمردوده عندما كان في شكل تعاضدية وتحولت بعض الشركات الى منتزهات يقضي فيها الميسورون سهراتهم الليلية في عطل نهاية الاسبوع كما ان العديد من الاطارات والمتعاضدين الذين أحيلوا للعمل بهذه الشركات تم تسريحهم ويعيشون الان حالة بطالة. التجأ المتعاضدون والاطارات بالتعاضدية المذكورة الى الاتحاد الجهوي للشغل بزغوان للدفاع عن مطلبهم المشروع فقام بدوره بالتنسيق مع المركزية النقابية وحاول بكل الوسائل الممكنة ثني السلط الجهوية عن موقفها انطلاقا من الجلسة العامة التي عقدت يوم 28 جويلية 2008 ورفض فيها المتعاضدون قرار الحل الى الان. ورغم ذلك لم ييأس المتعاضدون وواصلوا عملهم بالتعاضدية المذكورة بكل جدية وتفان للحفاظ على ما تحتويه من اغنام واعلاف والات. وكانوا ينتظرون اجراء رشيدا يمكنهم من تحقيق مطالبهم الا ان العكس هو الذي حصل حيث عمدت ادارة مراقبة الوحدات الانتاجية الى حرمانهم من اجورهم لشهري اوت وسبتمبر رغم مطالب العيد والعودة المدرسية في وقت شملت فيه عناية رئيس الدولة المواطنين بإجراءاته العديدة لمساعدتهم على مجابهة هذه المصاريف وقد عمدت هذه الادارة الى حد الموافقة على بيع جزء من العلف الجاف (1620 بالة) لاقتناء العلف المركب للأغنام في حين رفضت الموافقة على بيع جزء اخر لتسديد اجور المتعاضدين والاطارات (سياسة تجويع واضحة)، وقد عمد معتمد زعوان في الآونة الاخيرة الى توجيه استدعاءات فردية للمتعاضدين واعتماد اسلوب التهديد والتخويف لاجبارهم على الموافقة على قرار الحل حيث ربط حسب قول المتعاضدين بين الولاء لرئيس الدولة وبين الموافقة على قرار حل التعاضدية اضافة الى ما تقدمت به اطراف بالجهة من اغراءات للمتعاضدين وما تقوم به من حملات ترغيب وترهيب لثني المتعاضدين عن موقفهم وابعادهم عن الاتحاد الجهوي للشغل. المتعاضدون صبروا على سياسة التجويع وواجهوا سياسة الاغراء والتهديد والتفوا حول الاتحاد الجهوي للشغل باعتباره الطرف الوحيد الذي اقتنع بمطالبهم وساندهم واخذ على عاتقه الدفاع عن حقهم في الحصول على مقاسم، هؤلاء اجتمعوا يوم 23/9/2008 بدار الاتحاد الجهوي للشغل ردا على ما قام به معتمد الجهة ووجهوا عريضة الى السيد والي زغوان ضمنوها موقفهم وعبروا فيها عن تمسكهم بمطلبهم واستعدادهم للنضال بكل الوسائل لتحقيقه وعن رفضهم لأساليب التهديد او الاغراء مهما كان مصدرها وقد عبر هؤلاء المتعاضدون في كم من مرة عن متانة العلاقة التي تربطهم بهذه الارض وعن تسمكهم بها واستعدادهم للتضحية من اجلها مرددين انهم ابناء ريف احرار و (الحرة تجوع ولا تأكل.....) نحن نرجو من السيد والي زغوان ان ينظر الى هذا الملف بعين الحكمة ويأذن بحله بشكل يرضي مختلف الاطراف وان يمكن هؤلاء المتعاضدين والاطارات من مقاسم تضمن لهم الشغل القار والاستقرار والحياة الكريمة.