قال الغنوشي لصحيفة «الخبر» الجزائرية في عددها الصادر أمس السبت إن حركة النهضة تتعرّض لحملة إعلامية وكذلك بالنسبة لمنظومة الحكم ، مضيفا : «هناك حالة اضطهاد إعلامي كبير تعيشه النهضة والترويكا، لأن المال الفاسد والإعلام البنفسجي وإعلام بن علي استفاد من الحرية التي حققتها الثورة. ومثلما كان هذا الإعلام يمجّد بن علي، ليلا نهارا، هو، الآن، يشيْطن النهضة والحكومة. وأنا أتحدث على الغالب وليس على الجميع». ماذا بعد 23 أكتوبر ؟
وحول ما الذي سيحدث بعد 23 أكتوبر، على مستوى التوافقات السياسية للخروج من المرحلة الانتقالية، ومن الجدل السياسي القائم في تونس يقول الغنوشي: «يوم 23 أكتوبر هو يوم احتفال بأول انتخابات نزيهة وشفافة. لكن هناك من يدفع نحو سيناريوهات مشؤومة. ونشر وتسريب الفيديو الخاص بلقائي مع السلفيين يدخل في إطار تحضير جرحى الانتخابات، الذين لم يعطهم الشعب التونسي صوته للانقلاب على الشرعية. وهذا استخفاف بوعي التونسيين. وراء الثورة قوة حقيقية تحميها من جرحى الانتخابات وتجار الحروب وفلول العهد البائد، الذين يريدون أن يحرموا الشعب التونسي من الاحتفال بهذه الذكرى.
ونشر الفيديو، أيضا، هو محاولة للتشويش على الترويكا، وما تعدّه من مبادرة سياسية توافقية سيعلن عنها قريبا، وأيضا للتشويش على مبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل، وهي مبادرة وطنية ستجمع التونسيين يوم 16 أكتوبر في مؤتمر الحوار الوطني. هؤلاء يريدون أن يقتل التونسيون بعضهم بعضا، ويجهزوا على الثورة وعلى مكاسبها، ويعيدوا فلول بن علي إلى الحكم.
مسائل وملفات اقتصاديّة
وحول ما يقال عن فشل الحكومة يقول الغنوشي: «النجاح والفشل نسبيان. لكن تحقّقت بعض النجاحات على الصعيد الاقتصادي. هناك صعوبات كبيرة، هناك بطالة وأزمة شغل، لكن التقارير التي أصدرها الديوان القومي للإحصاء، وهو هيئة مستقلة، حيث أعلن أن الحكومة الحالية تسلمت الحكم من حكومة السبسي، حيث كانت نسبة النمو ناقص 8,1 بالمائة، والآن نسبة النمو 3 بالمائة، يعني أن الحكومة حققت خمس نقاط في النمو. وتراجعت نسبة البطالة من 18 إلى 17 بالمائة، والبطالة في تونس مشكلة مركّبة. وزير التشغيل أعلن عن مناصب شغل شاغرة لا تجد من يشغلها، بسبب عدم التوازن بين نظام التعليم ومؤسسات التكوين وبين سوق العمل.
وحول نداء تونس قال الغنوشي: «هذه الحركة (حركة نداء تونس) هي إعادة رسكلة لتجمّع بن علي، وليست قوة سياسية جديدة. أما السلفيون فهم من قوى الثورة، كانوا في السجون ومعتقلات بن علي،فهم من ضحايا بن علي، لكن قطاعا واسعا من حركة نداء تونس هم من تجمّع بن علي وتحوّلوا إلى حزب. أيضا السلفيون هم خارج أجهزة الدولة، بينما نداء تونس هم في صلب الأجهزة، تجدهم في الإدارة وفي الإعلام، وهم أخطر على الثورة من السلفيين، الذين هم طيف واسع متعدد، وهناك سلفية مسالمة وهناك سلفية عنيفة. ونحن نتعاون مع كل طرف بالحوار، وكل من يتجاوز حدوده فهناك قانون يحكم عليه».
الجيش
وبخصوص الموقف من الجيش التونسي في ظل هذا المناخ وعشية 23 أكتوبر الجاري يقول الغنوشي: «الجيش التونسي قام بدور مشرّف جدا في حماية الثورة، ولا يزال يحمي الثورة، ويحمي الحدود، ويساعد على حفظ أمن المؤسسات وأمن الأفراد والأمن الداخلي، بمساعدة قوات الأمن الداخلي، وحماية الحدود خاصة، لحماية تونس من تسريب السلاح خاصة من ليبيا. وليس عندنا إزاء الجيش إلا كل التقدير والاحترام. وفي كل اجتماعاتنا كنا نحيي الجيش على مواقفه. والجيش لن يقوم بأي دور سياسي. الجيش يقوم بدوره الفني وفقا للدستور، وفي إطار القانون، وليس لدينا أي شك في ذلك».