قال أحمد نجيب الشابي رئيس الهيئة السياسية للحزب الجمهوري في كلمة ألقاها عشيّة أمس في افتتاح اللقاء الشعبي الذي نظّمه الحزب في قصر المؤتمرات إنّه بدأ يتبيّن نهاية للنفق الذي سارت فيه تونس في الاشهر الماضية. وقال الزعيم التاريخي للحزب الديمقراطي التقدمي الذي حمل منذ أفريل 2012 تسمية الحزب الجمهوري بعد توسعه ليضم حزبي آفاق تونس والحزب الجمهوري إنّ الحكومة لم تعد تتحمّل الضغط عليها وأنّ شروط التوافق على خارطة طريق بدأت تتوفّر وأنّ الخلاف الكبير الذي عطّل كتابة الدستور سيتم حلّه قريبا.
كما ذكر أحمد نجيب الشابي الذي انزاح عن الأمانة العامة للديمقراطي التقدّمي في ديسمبر 2006 بمناسبة المؤتمر الرابع للحزب ليترك مكانه لمية الجريبي كأول إمرأة تتولى الأمانة العامة لحزب سياسي في تونس أنّ «حركة النهضة قبلت بانتخاب رئيس الجمهورية القادم مباشرة من قبل الشعب».
وفاق وشيك
وقال أيضا إنّ أحزاب الترويكا اتفقت مع بقيّة الفاعلين السياسيين على وضع ورقة توافقيّة مشتركة سيتم عرضها فيما بعد على المجلس الوطني التأسيسي وتلك كانت ثمرة لقاءاتنا وآخرها كان مع رئيس الجمهورية. كما مثّل بعث هيئة مستقلة للانتخابات تضمن النزاهة والشفافية احدى نقاط الالتقاء وفيما يتعلّق بالقانون الانتخابي تمّ الاتفاق على الابقاء على النظام الانتخابي بالتمثيل النسبي وبقي الخلاف حول اعتماد أكبر البقايا أم أكبر المتوسطات.
ووصف الشابي موعد 23 أكتوبر بأنّه موعد لقضيّة أخلاقيّة وقانونيّة وسياسيّة «فأحزاب الأغلبيّة داخل المجلس وقّعوا في 15 سبتمبر 2011 على وثيقة المسار الانتقالي الديمقراطي الملزمة للمجلس التاسيسي بالعمل لمدّة سنة» حسب قوله.
انصهار بين الجمهوري والمسار
من جهته قال سمير الطيّب الناطق الرسمي باسم حزب المسار الاجتماعي الديمقراطي إنّ «حزبي الجمهوري والمسار لن يدّخرا جهدا من أجل حذف «واو» العطف» في تلميح منه الى قرب انصهار الحزبين.
وقال أيضا إنّ الاستحقاقات القادمة لن تكون استحقاقات الاحزاب بقدر ما هي استحقاقات وطن ومطالب شعب. كما قال «الايّام بيننا هذه الحكومة سيحاكمها الشعب» واستنكر الطيّب تصريحات رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي في الفيديو المسرّب قائلا «هذا الرجل لا يعرف مفهوم الدولة ولا يعطي قيمة للدولة وما يفهمه هو أن يكون المسجد في الجيب والامن في الجيب والجيش في الجيب والشعب في الجيب ونحن نختلف معه في هذا المفهوم ولدينا مفهوم ارقى للدولة». من جهته نزّه ياسين ابراهيم الجيش الوطني من الاقتراب من العمل السياسي قائلا «من اكبر مكاسب تونس جيشها الوطني وأنا كنت وزيرا واعرف ذلك جيّدا». كما توجّه ياسين ابراهيم الامين العام التنفيذي للجمهوري باللوم الى رئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر قائلا «هو تعمّد تأخير مبادرة الجمهوري المتعلّقة باعداد قانون خاص بالعدالة الانتقالية من أجل تمرير قانون الاقصاء السياسي».
جبهة مدنية
في اللقاء الشعبي للجمهوري الذي جمّع حوالي 3 آلاف من أنصار الحزب وحلفائه تحدّث جوهر بن مبارك زعيم شبكة دستورنا ليقول «أتدخّل باسم تنسيقيّة القوى الديمقراطية التي ستشكّل جبهة مدنيّة تتكوّن من المنظمات والاحزاب الديمقراطيّة لأقول هؤلاء الترويكا هم الثورة المضادة التي أنهكت ثقافة الدولة العصريّة وأنهكت الشعب الترويكا جزء من الازمة وليست الحل».
من جهته قال محسن مرزوق الذي مثّل حزب حركة نداء تونس في اللقاء «القوى الديمقراطية هي التي تأخذ بزمام المبادرة اليوم وما يجمعنا أكثر ممّا يفرّقنا ونتمنى العمل معا قريبا فهذا نداء ونحن جميعا نلبّي النداء».
من جهة أخر قالت مية الجريبي الامينة العامة للجمهوري التي أثار صعودها الى منبر اللقاء هتافات من هم في القاعة إنّه لا سبيل للمرور الى انتخابات بوزارات سيادة متحزّبة موضحة أنّ التصوّر واضح والشروط واضحة ايضا».