أرجأت الدائرة الجنائية بمحكمة تونس الابتدائية النظر في قضية قتل نفس بشرية عمدا مع سابقية القصد والمشاركة في ذلك الى موعد لاحق. أحضر المتهمان بحالة ايقاف وحضرت هيئة الدفاع عنهما كما حضر القائم بالحق الشخصي واتضح قبل الشروع في استنطاق المتهمين ان قرار دائرة الاتهام منقوص وتحذّر على المحكمة تلاوته، وقد قرّرت تأجيل المحاكمة.
صورة الواقعة التي جدّت بتاريخ 18 نوفمبر 2010 وتعهّدت بها فرقة الشرطة العدلية بالسيجومي انه وردت عليها مكالمة هاتفية مفادها وجود شخص بمستشفى شارل نيكول تعرّض للطعن أودى الى وفاته. فانطلقت الابحاث والتحريات للكشف عن ملابسات الواقعة الى أن انحصرت الشبهة في شقيقين احدهما مصاب بتخلّف ذهني. الوفاة كانت نتيجة شجار نشب في المستودع البلدي بالملاسين بين المتهم المصاب بالاعاقة والهالك التحق اثناءه المتهم الثاني لاستجلاء الامر وانتهت المعركة بوفاة الهالك بعد تعرّضه الى طعنة بواسطة سكين حاد.
ما يثير الغموض في هذه القضية هو اعتراف احد الشقيقين باقترافه جريمة القتل أمام باحث البداية دفاعا عن أخيه المعاق ذهنيا واتفاقه على ألا يتحمّل هذا الاخير مسؤولية القتل حتى يكون الحكم خفيفا لكن تراجع تماما امام قاضي التحقيق وحمّل المسؤولية كاملة للمتهم المتخلّف ذهنيا الذي اعترف بدوره بقتل الهالك موضّحا أنه يوم الواقعة عمد الهالك الى استفزازه الامر الذي أثار غضبه. وقرّر العودة الى منزله وتسلّح بسكين ثم رجع الى مكان العمل أين احتد النقاش بينهما وتبادلا الشتائم وانتهى الامر بتسديده طعنة للهالك من الخلف على أعلى يسار ظهره. مع العلم ان شقيقه المتهم كان برفقته وشارك في المعركة لكنه لم يتول طعنه. وقال ان ما اقترفه كان نتيجة لحالة الغضب التي كان عليها كما أقر بتحوّزه للسكين التي تم حجزها.