هم عمال بمؤسسة بترولية بصفاقس، تعرضوا منذ 7 أشهر تقريبا إلى انبعاثات غازية وطالبوا بالتحقيق في الموضوع والحصول على تعويضات الأضرار.. التحاليل غابت ومعها ضاعت الحقوق «الشروق» التقت كاتب عام نقابة شركة للمناولة للحديث عن الحادثة. احمد المصمودي واحد من اربعة من عمال بشركة للخدمات والتحكم في الاخطار الصناعية التابعة لشركة «بريتش غاز» تعرضوا الى انبعاثات غازية سامة في حادث شغل بحضيرة حقل حنبعل بنقطة التابع لشركة «بريتش غاز» كاد يودي بحياتهم...
بداية الحادثة كما يرويها احمد المصمودي نيابة عن زملائه ياسين المانع وطارق بن طاهر وعماد المانع المنتمين لشركة الخدمات والتحكم في الأخطار انطلقت حوالي الساعة الرابعة والنصف من مساء يوم 28 مارس الفارط عندما طلب تقني بشركة البترول من ياسين وعماد المانع فتح احد الخزانات لتنظيفها قبل ان يطلبوا من احمد وطارق الالتحاق بزميليهما لمساعدتهما فوجداهما قد فتحا الخزان فانبعثت منه روائح غازات قوية جعلتهما يطلبان من عماد الذي كان اعلى الخزان ان ينزل سريعا مخافة ان يغمى عليه ويسقط من مكانه.
وبعد دقائق من خروج العملة مسرعين مع انتشار الانبعاثات الغازية بدأوا يتساقطون الواحد تلو الأخر وكانت البداية مع عماد لقربه من فتحة الخزان والاكثر استنشاقا للغازات المنبعثة وبدأ يصيبهم ضيق التنفس وتجمدت اطرافهم وعجزوا عن النطق والصراخ وقبل ان يغيب احمد عن الوعي سمع طبيبين بمصحة شركة الغاز يتجادلان بين من يريد اعلام السلط الامنية لاخلاء مسؤوليتهم ومن يرفض ذلك رفضا قطعيا وهو ما استغربه ولم يفهم بعضا من مغزاه الا بعد تواصل تسويفهم ومماطلتهم.
ومع الاسعافات الاولية عاد الى العملة وعيهم وبدأوا يستعيدون شيئا من تنفسهم الطبيعي ولكنهم لا زالوا عاجزين عن الحركة بشكل طبيعي فتم حملهم حوالي الساعة الثامنة والنصف الى مصحة خاصة فعاودهم الاحساس بالاختناق واشتد الصداع بشكل لا يمكن احتماله فتم انعاشهم من جديد في المصحة الخاصة ليبيتوا ليلتهم تحت العناية الطبية قبل الخروج مع منتصف اليوم التالي وطالبوا خلالها بتحليل دمائهم لمعرفة نوعية التسمم ومنه معرفة الدواء وقد جوبه الطلب في البداية برفض غريب.
وجه الغرابة في ما حدث لهم ايضا ان طبيبهم المباشر في المصحة اعلمهم بأنه قدم تقريره لطبيب شركة الغاز بطلب منه وادعى انه سيتم ارساله الى مختبرات امريكية لمعرفة حالة المصابين ونوعية الادوية المناسبة لعلاجهم وقد طلب طبيب الشغل هذه التقارير قبل معالجتهم لمعرفة نوعية التسمم ولكن شركة الغاز ظلت تسوفهم من اسبوع الى آخر حتى مضت على الحادثة سبعة اشهر دون ان يتلقوا العلاج المناسب وهو ما جعلهم يخشون على انفسهم من مخلفات التسمم على المستوى القريب والبعيد مطالبين الشركة بالقيام بالاجراءات الضرورية وتحليل الغازات السامة ومدى تأثيرها على صحتهم ومتابعة الاجراءات الوقائية في المستقبل وجبر ضررهم الصحي والنفسي.