لقي البيان الذي أصدرته أحزاب الترويكا والذي تم فيه تحديد موعد الانتخابات والاختيار على نظام سياسي مزدوج وترشيح الأستاذ كمال الجندوبي للهيئة المستقلة للانتخابات العديد من الانتقادات في صفوف أحزاب المعارضة كما اختلف السياسيون في تقييمها. فالقيادي في حركة نداء تونس المنذر بالحاج علي نفي ان تكون المقترحات التي جاءت بها الترويكا بالمبادرة وإنما مجرد اعلان لتواريخ ومواعيد وقال «نحن لا نعترف سوى بمبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل فهي وحدها التي تؤسس لحوار وطني جاد يتفهم مقتضيات المرحلة وماعدا ذلك فان ما تم الاتفاق حوله من تحديد أحادي الجانب لموعد الانتخابات التشريعية والتأسيسية مجرد إعلان اتسم بالتسرع ولم يراع الأوضاع الحساسة التي تمر بها البلاد والتحديات الاقتصادية والاجتماعية .
وأضاف: «مشاكلنا عديدة ولا يمكن حصرها في السياسة كما ان المسار الانتخابي ليس تحديدا لمواعيد الانتخابات فقط ولكن نسجل بارتياح تخلي حركة النهضة عن مشروع النظام البرلماني ولكن كل المقترحات يجب ان يتم التحاور فيها ومناقشتها في إطار مبادرة وطنية جادة مثل مبادرة الاتحاد».
سحب بساط
اما عضو حركة الشعب خالد كريشي فقد كشف عن ان مبادرة أحزاب الترويكا نشجعها ونقف معها من حيث المبدإ ولكن نرى ان عرضها في هذا التوقيت بالذات يعتبر سحب بساط من مبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل وكان من الأجدر عرضها خلال المؤتمر ويتم التوافق بين الفرقاء السياسيين!.
وأضاف الكريشي: «المبادرة أكدت عدم حرص الترويكا على التوافق الحقيقي وإنما سعت للتوافق مع نفسها وحاولت ان تضع الجميع امام سياسة الأمر الواقع فالتواريخ التي تم تحديدها للانتخابات التشريعية والرئاسية تتزامن مع العطلة الصيفية وموسم الفلاحة والسياحة وغيرها من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي لا تساعد على الانتخاب.
اما الاختيار على طبيعة النظام السياسي المزدوج فهذا يتطلب مزيد التوضيح ومناقشة التفاصيل حول صلاحيات رئيس الجمهورية وصلاحيات البرلمان والحكومة وهل سيتم اعتماد نفس الطريقة البرتغالية حيث يتمتع الرئيس بصلاحيات السياسة العسكرية والخارجية مثل تعيين السفراء وغيرها من التفاصيل المهمة» وحول الهيئة المستقلة للانتخابات قال الكريشي: «نحن نثمن الدور الذي لعبه السيد كمال الجندوبي خلال انتخابات أكتوبر الفارطة وليس لدينا أي اعتراض على ما يتمتع به من كفاءة ولكن اذا وجد مرشحون آخرون لمنصب رئيس الهيئة المستقلة للانتخابات فانه من الأنسب الاحتكام إلى الانتخاب لتحديد اسم من يتولى المنصب».
محاولة لإفراغ مؤتمر الاتحاد من محتواه
بدوره يعتبر السيد عصام الشابي عضو الحزب الجمهوري ان إطلاق المبادرة في هذا الوقت جاء لإفراغ المؤتمر الذي دعا إليه الاتحاد العام التونسي للشغل من مضمونه وان فشلت مبادرة الاتحاد فعلى أحزاب الترويكا تحمل مسؤوليتها لان البلاد في هذه الفترة العصيبة تحتاج إلى التوافق لا التشبث بنزعة الإقصاء والتمترس وراء مكاسب سياسية سابقة.
وعن موقفه من الاقتراحات قال «كنا نأمل الاطلاع بالتفصيل على المقترحات ومناقشتها وجها لوجه في اطار مبادرة الاتحاد فالموعد الذي تم تحديده بحاجة للمراجعة لأنه لا يتماشي مصالح التونسيين لتزامنه مع الامتحانات والمواسم الفلاحية وقد تختلط عليهم الأوراق بين الانتخابات التشريعية والبرلمانية اما اقتراح ترشيح السيد كمال الجندوبي للإشراف على الهيئة المستقلة للانتخابات فإننا داخل الحزب الجمهوري لا نشك في كفاءته ونزاهته وليس لدينا أي اعتراض عليه لكن نعتقد أن تونس بوصفها بصدد تأسيس لمؤسسات دستورية فان التوافق علي أي شخص مهما كانت درجة كفاءته يتم بالانتخابات عن طريق لجنة برلمانية.