تحت إشراف والي باجة عقدت جلسة الإعداد لموسم الزّيتون بالولاية وحضرها ممثّلون عن عديد الإدارات الجهوية ذات الصّلة بالموضوع. وتجدر الإشارة الى أن صابة الزيتون المقدّرة لهذه السنة تعتبر متوسطة كما تشهد نقصا في اليد العاملة. بيّن السّيد نصر التميمي والي باجة في مفتتح الجلسة أهميّة قطاع زيت الزّيتون في الدّورة الاقتصادية وهو مبعث شهرة لتونس في هذا المجال كما أنّه يساهم في تشغيل يد عاملة مختصّة أو غيرها غير أنّ هذا لا ينفي وجود تراكم عديد الإشكاليات الّتي لم يقع الانكباب بجديّة على إيجاد حلول لها وقد حان الوقت الآن لضبط إستراتيجيّة متكاملة لإعادة مكانة القطاع داخل الأسواق العالمية وفتح أسواق جديدة له.
صابة متوسّطة واليد العاملة هي المشكل
قدّم ممثّل المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بباجة برنامج الاستعداد لموسم جني الزّيتون لهذه السّنة ومعطيات حول القطاع حيث تمسح غابات الزياتين حوالي 32700 هكتار ويبلغ عدد الأشجار ما يقارب 3.654 مليون شجرة وهي بذلك تمثّل 1.7% من المساحات الجملية على النطاق الوطني كما أنّ أكثر من 80% منها منتجة وقرابة 13% فتيّة وقد تمّ خلال العشريّة الماضية غراسة 12320 هكتارا من أشجار الزّيتون.
وحول تقديرات صابة الزيتون لهذه السّنة أفاد ممثّل المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية أنّها متوسّطة حيث تقدّر ب30800 طن مقابل 36000 خلال الموسم الماضي ويعزى ذلك إلى الارتباط الوثيق للقطاع بالظّروف المناخيّة وإلى عدم تحمّس بعض الفلاّحين لتوسيع المساحات.
أمّا المعاصر فتتواجد بالجهة 29 معصرة منها 22 عصريّة و7 تقليديّة بطاقة يوميّة جمليّة تقدّر ب1300 طن وتتوفّر بها مخازن للزّيت تفوق طاقتها 3100 طن وتحتلّ معتمدية تبرسق الطّليعة في عدد المعاصر ب 12 معصرة تليها تستور ب5 معاصر وعمدون ب4 معاصر .
تطرّق التّقرير كذلك إلى موضوع يشغل بال أهل المهنة وهو يتعلّق بنقص اليد العاملة المختصّة والعادية منها حيث يتطلّب موسم جني الزّيتون الّذي يمتدّ على 100 يوم تشغيل 2800 عامل وهو رقم يصعب تحقيقه نظرا لعزوف عدد كبير منهم عن العمل بهذا القطاع وتفضيلهم التوجّه إلى للعمل بالحضائر.
إشكاليات تعيق الفلاّحين
تدخّلات الفلاّحين والمهنيين في هذه الجلسة تناولت في مجملها الصّعوبات والعوائق الّتي تحدّ من تطوّر قطاع الزّيتون بالجهة حيث تعرّضوا إلى مشكلة المشاتل الجديدة وصعوبة الحصول عليها بسبب نقص الحاصل فيها على مستوى التّزويد وكذلك نقص اليد العاملة المختصّة وغير المختصّة ممّا يهدّد فعلا بضياع الصّابة إذا لم يعالج هذا الموضوع وذلك بتكوين العملة إضافة إلى تعرّض أشجار الزّيتون إلى الإتلاف بسبب تعدّد عمليات السّرقة حيث نادوا بتوفير الأمن ووضع قوانين صارمة في هذا الشّأن.
كما تعرّض بعض المتدخّلين إلى تهيئة المسالك الفلاحيّة لتأمين نقل صابة الزّيتون في ظروف طيّبة وبالسّرعة المرجوّة وشدّدوا على وضع تسعيرة واضحة عند الإنتاج ومساعدة الفلاّحين على تجديد معدّات المعاصر وشراء الآلات الجديدة لجني الزّيتون وذلك عن طريق إسنادهم لقروض ميسّرة.
وختمت الجلسة بالتّأكيد على الاستعداد الكامل والتّنسيق بين مختلف الأطراف من أجل ضمان جمع صابة هذا الموسم في أحسن الظّروف حتّى لا ينعكس ذلك سلبا على الأسعار وتتجّه بالتّالي نحو الارتفاع الّذي لن يفيد الفلاّح ولن ينفع المستهلك.