غابت فجأة، في صمت، ولم تترك تفسيرا.. 5 سنوات مرّت على غياب الممثلة لمياء العمري عن الأعمال الدرامية والمسرحية ببلادنا.. وكان آخر أعمالها مشاركة في مسرحية «الماريشال» في نسخة جديدة مع فرقة مدينة تونس للتمثيل.. وفي السنوات الخمس الأخيرة تزوجت وسافرت الى فرنسا حيث تقيم بمدينة ليون مع أسرتها لكنها لم تنس المسرح والتمثيل. الممثلة لمياء العمري عادت الى تونس مرتدية الحجاب، وعلى غرار عديد الممثلات المصريات اختارت العودة الى التمثيل ولكن محجّبة. هكذا صرّحت الممثلة التونسية لمياء العمري، الشهيرة باسم «العارم» أحد أشهر أدوارها في التلفزة.
حسب معلوماتنا، الزواج هو سبب هذا الابتعاد؟
أجل، فأسباب غيابي عن الساحة الفنية وعن البلاد التونسية عائلية حيث تزوجت ثم سافرت مع زوجي الي مقر سكناه وعمله بفرنسا وتحديدا مدينة ليون الفرنسية، هناك قضيت كل هذه الفترة، وأنجبت خلالها ثلاثة أطفال وعدت مؤخرا الي الاستقرار في تونس، وسأستأنف عملي وهوايتي، وأقصد المسرح والتمثيل عموما.
خلال هذه الفترة لم يتصل بك المخرجون للمشاركة في أحد المسلسلات؟
بلى اتصل بي المخرج حبيب المسلماني والمخرج هشام العكرمي لكنني اعتذرت للأسباب التي شرحتها.
طبعا، فكل ممثل مسرحي،يطمح الى الانتماء لهذه الفرقة المسرحية العريقة، وقد اتصلت بالسيدة منى نور الدين باعتبارها مديرة الفرقة، لكن كان ذلك للعلاقة المتينة التي تربطني بها كفنانة لها تاريخها وكإنسانة تتميّز برفعة أخلاقها وبطيبة قلبها.
لكن، ألم تحاولي العودة رسميا؟
في هذه الفترة القصيرة التي تلت عودتي، حاولت العودة الى فرقة مدينة تونس، لكن حسب فهمي المتواضع، تبيّنت أن عودتي تحتاج بعض الاجراءات الادارية تتعلق ببلدية تونس، ولا دخل فيها للسيدة منى نور الدين.
بصدق هل هناك من حاول رفض مطلب عودتك الى فرقة مدينة تونس؟
(بعد تفكير) نعم.. لكنها رفضت مدّنا بتوضيحات في هذا الخصوص. وفي فرنسا ألم تحاولي ممارسة هوايتك أو احترافك المسرح؟ قمت بتكوين وتربّص بمركز ثقافي وهو مركز «برون» بمدينة «ليون» المعروف بمركز «جيرار فيليب»، ثم عملت هناك في مجال تنشيط الأطفال وكانت تجربة رائعة على كل المستويات، درّست فيها الرّسم، وقمت برسم عديد اللوحات، واكتشفت في نفسي موهبة أخرى (تقصد الرسم).
وهل ستواصلين تجربة الرسم؟
لن أحترف الرسم أو الفن التشكيلي، لأنني سأبقى دائما وفيّة الى القطاع الذي أحببت وأقصد المسرح.
لكنك تركته لأجل الحياة الزوجية؟
أنا لم أهجر المسرح.. فأنا أتنفّسه في حياتي اليومية، وفي سلوكي مع المحيط الذي أعيش فيه مع أبنائي وزوجي وكذلك قمت في المركز الذي عملت به في مدينة ليون بتحضير عمل مسرحي للأطفال، في اختتام السنة الدراسية، ولا أخفيك سرّا، المسرح أفادني في علاقتي بأبنائي محمد علي (4 سنوات) وأمان اللّه (3 سنوات) ومحمد الشتاوي (سنة ونصف).
توديّن العودة الى التمثيل وأنت متحجّبة، ماذا لو عرض عليك دور بلا حجاب؟
تحجّبت منذ سنة 2007، وأنا مقتنعة بحجابي وأعرف أن توفّر الأدوار بالحجاب أمر صعب للغاية، لكنني مستعدّة لخسارة كل الأدوار إن لم تراع حجابي.
هل أنت متحزّبة سياسيا؟
(قاطعتنا) أنا متحزّبة لتونس ولا تستهويني السياسة إطلاقا، وإذا كنت تقصد الحجاب، فإن حجابي للّه سبحانه وتعالى، وباختصار شديد أنا متحجّبة للّه ومتحزّبة لتونس، ولا تستهويني السياسة لأن ظاهرها علم وثقافة وباطنها نفاق ومصالح شخصية ضيّقة، وتبقى الكراسي لعشاقها..
لك أبناء من زوجك السابق؟
نعم، لي بسّام وأحمد، وبعودتي الى تونس، قمت بلمّ شمل أبنائي وأنا سعيدة جدا بهذه العودة وأشكر زوجي من أعماق القلب الذي ما فتئ يدعّمني ويشجّعني على العودة الى التمثيل، ويشجّع أبناءه على تعلّم لغة بلاده.
رأيناك صحبة زوجك في جنازة الفنان الراحل جميل الجودي؟
(بعد لحظات من التأثر)، رحم اللّه الفنان جميل الجودي فقد كان فنانا كبيرا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، واستحقّ لقب عميد المسرح التونسي، وشخصيا تربطني به علاقة طيبة، ومهنيا خارج إطار العمل، لكن للأسف تلك هي إرادة الخالق، وما بوسعنا إلا الدعاء له بالرّحمة.