زهرة الوسلاتي ممثلة شابة وهي أكثر الوجوه الأنثوية حضورا على الخشبة في ولاية سوسة تميزت خاصة في المسرح الموجه للطفل، كما كانت لها مشاركات في أعمال خاصة بافتتاح بعض المهرجانات الجهوية «كالمحفل» اخراج نجيب زقام و«لا شرقية ولا غربية» لكمال العلاوي ومسرحية «عنترية كوراج» مع دليلة المفتاحي إضافة إلى سجل حافل من المسرحيات الموجهة للطفل بجمعية «فضاء 88 بسوسة» تلقت أصول الفن الرابع من أمال البكوش وهيام الرصاع وحسن المؤذن (زوجها) إضافة إلى تربص دام سنتين مع جمعية سويدية مسرحية. هي خريجة المعهد العالي للفنون الجميلة اختصاص علم رسوم والاتصال، التقتها «الشروق» فكان هذا الحوار الذي كشفت فيه سرّ علاقتها بالمسرحي حسن الموذّن وأيضا بعض ارائها الفنية كممثلة شابة واعدة تحرص على ترسيخ قيم فنية ثابتة وهذه التفاصيل: هل يمكن اعتبارك ممثلة مختصة في مسرح الطفل؟ ليس اختصاص بقدر ما هو اضطرار بحكم أنه في جهة سوسة لا توجد عدة خيارات لذلك مكثت أنشط مع جمعية واحدة وهي «فضاء 88» لأنها الأمثل في هذه النوعية المسرحية تعمل بعقلية احتراف لذلك وجدت نفسي داخلها، وبحكم صغر حجمي فإنهم يروني الأنسب لتجسيم شخصيات موجهة للأطفال. كممثلة شابة، مارست مسرح الطفل بكثافة كيف تحكمي على هذا القطاع؟ سائر إلى الهاوية طغت عليه الغايات المادية وأصبح مسلكا يسيرا للربح لا غير إضافة إلى الاختلاط في الأدوار والخلط في النوعية العمرية دون مراعاة للتفاوت العمري بين الأطفال إضافة إلى ضعف النصوص وتواضع المستوى الفني لبعض الممثلين والمخرجين. لماذا لم تحاولي تنويع تجاربك المسرحية مع فرق خارج سوسة وتعرفي بنفسك؟ أنا متواجدة في مختلف التظاهرات المسرحية فمن كان يبحث فيّ عن شخصية يمكن أن يأتي لمشاهدتها على الركح، اما أن أذهب لشخص فلست مستعدة لتحمّل تبعات ذلك فلازال العديد يحرصون على عقلية استغلال الأنثى ولا توظيف موهبتها لذلك لا أطرق أي باب ولا أذهب لأحد. هل هي ثقة مفرطة أم غرور؟ قد تكون ثقة مستحقة فهناك من يفكّر بعقلية احتكار الممثل حتى في حياته الشخصية فأنا اخترت ممارسة المسرح رغم أني خريجة معهد الفنون الجميلة فلي عالمي الخاص إن لم أتواجد على الركح أكون بين الألوان أمارس اختصاصي كفنانة تشكيلية وأيضا مصممة في مجال الاشهار إضافة إلى تكويني في مجال المسرح من خلال التربصات والمطالعات إلى جانب زوجي الذي اعتبره موسوعة مسرحية. تقصدين حسن المؤذّن؟ (تبتسم) نعم. متى كان ذلك؟ عقدنا القران سنة 2007 وسيكون الاحتفال في هذه الصائفة في آخر شهر جويلية. هل هو الحبّ من أوّل نظرة؟ (تضحك).. كان حسن من أشدّ المعجبين بأدائي المسرحي منذ أن كان سني 16 سنة من خلال تربص جمعني به بسوسة سنة 1996 والتقينا بعد سنوات صدفة بمعهد الفنون الجميلة تذكرني ولكن شاهدني في صورة أخرى فتتالت اللقاءات وأصبحت العلاقة أكثر من عاطفية فهي روحية إلى أن كان الاتفاق على الزواج. ألا يستهويك الحضور التلفزي؟ لست ضد ولكن عندما أعلم ببعض الأشياء السلبية في مجال الكاستينغ أتراجع، أعتبر أن الكاستينغ إذلالا للممثل. ولكن طريقة معمول بها في العالم؟ لست ضد الكاستينغ ولكن المعاملات داخله. والسينما التونسية؟ سنحت الفرصة لأشارك في فيلم تونسي، ولكن عندما فهمت أن دوري يتطلّب عراء أو كشف الجسد رفضت، ففي أوروبا تتقاضى الممثلة أموالا طائلة عن كل زرّ تفتحه من ملابسها وعن كل شبر من جسدها المكشوف ولكن بعض ممثلاتنا في تونس لحمهن رخيص. إذن العراء بمقابل خاص يعطي قيمة للجسد حسب رأيك؟ بمقابل أو بدونه أعتبره رخيصا لست مستعدة لكشف جسدي في أي دور مهما كانت الاغراءات المالية. حرصك على كل هذه القناعات هل سيساعدك بالفعل في مسيرتك التمثيلية إن كنت تودين مواصلة المشوار في التمثيل؟ ليس بالضرورة فكما ذكرت لك لي مشمولات أخرى فأنا الآن مديرة شركة ولي مجالات فنية أخرى بحكم دراستي للفنون الجميلة فلو توفر دور يستهويني ويتماشى مع قناعاتي أقبل وإن كان العكس فليس هناك موجب إضافة ان زوجي حسن يريدني أن أنقطع عن التمثيل. ولكن أعجب بقدراتك في هذا المجال فهل هو الاحتكار؟ (تضحك) هي غيرة وأنا سعيدة بذلك. هل هو ضدّ أدوار الاغراء؟ نعم، من استفاد من الآخر؟ استفدنا من بعضنا البعض (تضحك).. هل يستشيرك في بعض الأمور الفنية؟ نعم، في بعض الممثلين أحيانا. هل استشارك عندما انسحب من العمل التكريمي للشابي والذي كان في افتتاح مهرجان قرطاج 2009؟ (تتردّد)... لا.. الأكيد تعلمي أسباب ذلك؟ نعم، لقد اقترح أسماء فنية كبيرة كلطفي بوشناق وسنيا مبارك وأيضا موسيقيين معيّنين ولكن لاعتبارات مالية تمّ رفض مقترحاته فانسحب لأنه تعوّد على الظهور في أعمال في مستوى قيمته الفنية. إذن قبل الانسحاب أخبرك واستشارك؟ نعم، ووافقته على ذلك.