... فواتير ماء وكهرباء... مصاريف مدرسية.. عيد اضحى على الأبواب... وأزمة مالية خانقة يمرّ بها التونسي الزوّالي الذي لا يحتكم الا الى جرايته سواء كانت جراية تقاعد أو شيخوخة او منحة فقر او مساعدة اجتماعية اذ استبشر الكثيرون بخبر تنزيل الجرايات باكرا هذا الشهر اي قبل الموعد المعلوم بحوالي اسبوع... خبر جعل التونسي المواطن يعيد ترتيب أولياته واعداد نفسه لاقتناء أضحية العيد باكرا أيضا الا ان خبر الإعلان عن الاضراب المزمع تنفيذه يوم صرف الجرايات اي 17 أكتوبر واليوم الذي يليه... جعل الكثيرين يتساءلون عن سبب وضع المواطن الزوالي دوما تحت سندان اللعبة السياسية. من النقل الى خبزة الزوّالي
«من النقل... الى الجراية... وحده الزوّالي يدفع فاتورة صراع الكبار» هكذا تحدثت مبروكة الهنتاتي متقاعدة.. كعاملة تنظيف بمؤسسة خاصة مضيفة: لست أدري لماذا الزوّالي هو من يدفع فاتورة التناحر بين الكبار... هم تهمهم السياسة ونحن تهمنا خبزة أطفالنا بالأمس لم يذهب أبنائي للدراسة لأنني لا أمتلك أجرة تاكسي وعادت ابنتي الى المنزل بسيدي حسين سيرا على الأقدام.. واليوم عوض ان أفرح بجرايتي وجراية زوجي أجر نفسي أمام مكتب بريد مغلق بدعوى الاحزاب... ما دخلي أنا في تناحر الساسة لماذا لا يضربون على الأغنياء؟ لما لا يتأثر الأغنياء واللصوص؟ لم لا يتأثر بكل هذه التحركات الا الفقراء.. لماذا نحن دوما وقود الصراعات.
كرهنا النضال
نفس الموقف اتخذه عبد المجيد الذي كان ينتظر بدوره جراية تقاعده ومنحة ابنته الطالبة... حتى يتمكن من جمع مبلغ علوش الاضحى... بدا هو الآخر غاضبا جدّا غير مصدّق ان يصل الأمر الى حدّ اللعب بخبزة الزوالي حسب قوله مضيفا: «خلال عام ونصف كرّهونا في شيء اسمه نضال كرهنا النضال وكرهنا الحرية.. لأنهم لا يعلمون ان النضال الحقيقي هو عند الزوالي الذي يعيش بالحلال.. طيلة عام ونصف لم يدفع الفاتورة الزوّالي.. من صحته ومن تعبه ومن عرقه... من اضرابات النقل الى اضرابات الصحة... الى البريد.. ماذا تريدون أكثر من هذا؟
انهم يعلمون ان النقل العمومي يركبه الزوالي والمستشفى يقف الى طابوره الزوّالي والبريد لا ينتظر صرف المنحة بفارغ الصبر الا الزوّالي لذلك فإن كل فاتورة يدفعها الفقير حتى يجد الأغنياء فضاء أوسع للتناحر من أجل الكراسي.
800 ألف عائلة معوزة
وكان من المقرر اليوم الاربعاء 17 أكتوبر صرف حوالي 800 ألف منحة للعائلات المعوزة الى جانب 195 ألفا و270 منحة بعنوان منحة العيد هذا الى جانب جرايات التقاعد ومنح الطلبة.