مازالت شريحة واسعة من متقاعدي شركة فسفاط قفصة بالحوض المنجمي وغيرها من مناطق الولاية، تنتظر ايجاد الحلول الملائمة لجملة من المشاغل الملحة ومنها تمكينهم من مستحقاتهم المالية المتخلدة بذمة شركة الفسفاط وذلك من خلال إعادة احتساب جرايات التقاعد. وطالب المحتجّون باشراك ابناء متقاعدي مناجم المظيلة الذين يقطنون خارجها في عملية التشغيل.
هذا وقد كان متقاعدو شركة الفسفاط قاموا بمراسلة كل الجهات المعنية بالموضوع وانتهوا إلى تنظيم وقفة احتجاجية امام المقر الاجتماعي لشركة فسفاط قفصة شارك فيها المئات احتجاجا على ما اعتبروه مماطلة في تمكينهم من حقوقهم. «الشروق» تحدثت إلى عدد من المعنيين بالموضوع في مقدمتهم السيد احمد شوية كاتب عام الفرع الجامعي لمتقاعدي قفصة الذي اكد على إعادة احتساب جراية متقاعدي المناجم من سنة 1961 الى سنة 1986 باعتبارها جرايات ضعيفة اقل من الاجر الادنى والظروف الاجتماعية لأصحابها متدنية. كما اشار إلى انه لم يقع احتساب المنح الاستثنائية في جرايات المتقاعدين من سنة 1986 إلى 1992 داعيا إلى إعادة احتسابها اما في خصوص المتقاعدين من سنة 1993 إلى سنة 2000 فقد اوضح السيد احمد شوية أن هذه الشريحة تطالب بإتمام ال50% من مستحقاتها المتعلقة بإعادة احتساب جراياتها. محدثنا اشار إلى أن مراسلات رسمية عديدة وصلت إلى ادارة الشركة في الغرض مؤكدا أن اتفاقات تسوية تمت مع المدير العام المساعد خلال 24 فيفري الماضي و17 ماي لكن الطرف النقابي لم يحصل على محضر جلسة في الموضوع مضيفا أن المتقاعدين تلقوا مؤخرا تطمينا من ادارة الشركة يؤكد موافقتها على مطالبهم وأنه تمت مراسلة سلطة الاشراف ممثلة في وزارة الصناعة ووزارة الشؤون الاجتماعية وهي صاحبة القرار الاخير. السيد علي صويلح كاتب عام متقاعدي قفصةالمدينة اشار إلى أن هذه الشريحة من المتقاعدين عملت في المناجم في ظروف صعبة على امتداد عقود من الزمن وقدمت تضحيات عديدة دون أن تجد اي سند سوى اتحاد الشغل معبرا بكل مرارة عن نفاد صبر المتقاعدين الذين وجدوا ابناءهم اليوم خاصة في المظيلة مقصيين من المشاركة في مناظرات الشركة. السيد احمد بالعيد هنشيري متقاعد من شركة الفسفاط حدثنا عن تفاصيل اكثر من 35 سنة قضاها في العمل منتهيا إلى أن عديد المسائل الاجتماعية مازالت عالقة اذ يجد المتقاعد نفسه محروما من التكفل بالعلاج خاصة المتعلق بالعمليات الجراحية المكلفة وتحدث ايضا عن المنحة المسندة إلى الابناء في حال وفاة الاب والام والتي لا تتجاوز 50 دينارا للفتاة فكيف بهذا المبلغ أن يفي بحاجيات بنت يتيمة متقدمة في السن فما بالك اذا كانت لها اخوات وتساءل محدثنا عن جرايات الارامل اللاتي في كفالتهن ابناء والتي تنحدر إلى 130د بل تدرك في بعض الحالات 70د. السيد محمد الاخضر دلالي المتقاعد منذ سنة 1987 من منجم المظيلة أفادنا انه عمل امتداد 20 سنة وان جرايته في حدود 237د وله ابنان عاطلان عن العمل . محدثنا طالب بتحسين جرايته ملاحظا أن عملة الحضائر حاليا يتقاضون أجورا افضل من جرايات المتقاعدين الذين افنوا شبابهم في الدواميس ومواجهة المخاطر وهو ما شاطره فيه الراي السيد بلقاسم مسعود المتمتع بالتقاعد الوجوبي بعد 15 سنة من العمل ويؤكد أن جرايته في حدود 250 د لا تكفيه لمواجهة متطلبات عائلة بها زوجة مريضة وابن عاطل عن العمل وفتاتان أما السيد محمد خلف الله المتقاعد منذ سنة 1984 فقد أشار إلى أنه قضى 34 سنة من العمل كسائق قطار فسفاط بين منطقة الجبل والمظيلة وهو يتقاضى جراية في حدود 290 د بعد أن بدأت في مستوى 96 د مؤكدا أن هذا المبلغ لا يستجيب للحاجيات اليومية من مأكل وملبس وخلاص فواتير الماء والكهرباء ومتطلبات العلاج والدواء داعيا السلط المعنية وشركة فسفاط قفصة إلى الاهتمام بشريحة المتقاعدين وتحسين وضعياتهم المادية والاجتماعية فهم الذين ساهموا في بناء شركة فسفاط قفصة والنهوض بها الا انهم باتوا يعانون التهميش والاقصاء بعد أن قدموا التضحيات الجسام.