في تقرير مثير،ولافت موضوعا وتوقيتا،اهتمت جريدة «الفاينانشال تايمز» بما أسمته «الصعود المتواصل» لنفوذ وليّ العهد القطري، «الشيخ تميم» الابن الثاني للأمير «حمد بن خليفة آل ثاني» من زوجته الشيخة «موزة». وأشار التقرير الذي أعدّه «سميون كير» إلى وجود توتّر في العلاقة بينه ،وبين رئيس الوزراء الذي لايقلّ عنه سطوة ونفوذا في الإمارة وذلك بسبب ظهوره اللافت، ومسكه بعديد الملفات التي أوكلها إليه والده بتوصية، وإلحاح من والدته التي تريد أن تسرّع بحسم أمر الخلافة لابنها،وقطع الطريق على أحد أبناء «الشيخ حمد» الآخرين من زوجة أخرى. وتقول الصحيفة إنّ الشيخ «تميم» أصبح يقف، في السنوات الأخيرة وراء الحراك الدبلوماسي الذي ميّز الدولة القطرية في السنوات الأخيرة، وجعل من «قطر» الدولة الصغيرة تقفز على جغرافيتها لتبحث عن تاريخ جديد يؤهلها لتلعب دورا كبيرا في الخليج يضاهي دور «السعوديّة» أو يفوقها.
وقد أكدت الأحداث الأخيرة الحافّة بما أمسى يعرف بالربيع العربي، أن هذه «الدويْلة» قدّمت معونات لوجيستية وعسكرية للثوار الليبين الذين أطاحوا بنظام القذافي.وهي الآن تتزعّم التيار العربي والغربي الذي يريد الإطاحة بالرئيس السوري «بشار الأسد». وتؤكّد الصحيفة البريطانيّة أنّ الأمير «تميم»، الذي درس في أكاديمية «ساندهيرست» العسكرية في «بريطانيا» قد بدأ يلعب دورا بارزا في العديد من المؤسسات القطرية مثل المجالس العليا للتعليم والصحة والاقتصاد بعد أن أصبح لديه الكثير من الروابط الوثيقة، والأنصار في العديد من الأجهزة الحيوية. وقد ازدادت مكانته رسوخا بعد أن نجح في كثير من المهام الديبلوماسية التي كُلِّف بها.
وإلى جانب هذه المهام المتشعبة،والمتداخلة اقترب الأمير من الجيش. وهو يشرف على هذا الجيش إلى جانب الأمن الداخلي. وتقول الصحيفة إن هذا يأتي ضمن مساعي توطيد الحكم في يد «تميم»، وتحييد رئيس الوزراء الذي يملك سلطات واسعة في الإمارة.