من جديد تحرك نحو الامام وبنسق ممتاز مشروع «سجنان قرية حرفية» في كافة مراحله ذلك ما تم تأكيده في أعقاب جلسة عمل أشرف عليها والي بنزرت السيد عبد الرزاق بن خليفة بحضور رئيس المشروع محمد نجيب الجواني. كما حضرت خاصة الأطراف المعنية من مندوبية السياحة الى الصناعات التقليدية وممثلي بعض الجمعيات الناشطة في المجال بالمنطقة. السيد والي بنزرت شدد على أهمية المشروع وضرورة تنفيذ كافة عناصره في أحسن الظروف بالنجاعة المطلوبة مؤكدا الحرص الجهوي على عدم ادخار أي مجهود لانجاحه ومشيرا الى بعض المقترحات العملية المكملة له على غرار الدعوة الى تمكين الحرفيين من امكانية عرض منتوجاتهم في الوحدات السياحية وغيرها من المبادرات الداعمة في هذا الشأن .. ومن جانبه تعرض رئيس المشروع الى أدق التفاصيل المنجزة والمبرمجة وأهدافه العامة في مجالات التسويق والتعليب والعرض خاصة عبر تشريك حاملي الشهائد العليا واحداث المركبات بصفة تدريجية بعد توفير الاراضي اللازمة لذلك مضيفا أن مراحل المشروع تضم بالخصوص تنمية الكفاءات المهنية لليد العاملة الحرفية في جوانب التقنيات وتصميم المنتوج وحسن توظيف المادة الأولية وفي هذا الصدد كشف السيد الجواني عن انتداب تقنيين في المجال من خرّيجي التعليم العالي وقد انطلقوا في العمل منذ مدة، كما يسعى المشروع أيضا لتركيز نواة نموذجية لتنمية الكفاءات تعنى بالبحث في المخزون الحضاري للمنطقة وتوثيقه وانتاج محامل تقنية وفنية أهم المصنوعات الفخارية التراثية للمنطقة حتى لا تندثر بمرور الزمن ،مع ضمان الجودة وشهادة الملكية لصناعة الفخار السجناني الاصيل وحمايته بذلك من ايدي العابثين وما اكثرهم ..وفي مجال التسويق يسعى المشروع لتحسين طريقة العرض بتحويل الطاولات الحالية الموجودة على حافة الطرقات الرابطة بين بنزرت وسجنان الى نقاط بيع تتوفر فيها الظروف الفنية للعرض وفي هذا الشأن تم انجاز في مرحلة أولى 7 أكشاك وفي مرحلة موالية 3 أكشاك جديدة ينتظر توزيعها على مستحقيها بالتنسيق مع كافة الاطراف المعنية محليا هذا في انتظار انجاز 10 أكشاك جديدة ستوزع بنفس الطريقة الى مستحقيها خاصة وأن وزارة التجارة والصناعات التقليدية قد وفرت 100 أد للغرض مع مرافقة ومتابعة من قبل مصالح الديوان الوطني للصناعات التقليدية ورئيس المشروع العارف بكل تفاصيل المنطقة وما هو مطلوب من كل طرف ،حيث أضاف خلال اللقاء في عرضه لبقية المشروع ككل أنه تكامل مع المرحلة الأولى وفي اطار مقاربة التنمية المستدامة فإن المرحلة الثانية ستظم إنجاز وإقامة ثلاثة مركبات حرفية نموذجية تؤمن خدمات متعددة تستجيب لحاجيات اليد العاملة الحرفية داخلها وبالمحيط المجاور لها في مجالات تطوير أساليب الانتاج وتنمية الكفاءات وعرض وترويج المنتوج حيث من غير المستبعد أن يقع انجاز تلك الركبات متى توفرت جميع ممهدات النجاح لها ككل في سجنان المعتمدية والجبيسة والبلاكات، ومن أهم مكونات تلك المركبات نذكر ورشة لمعالجة الطين ومواد التزويق وأفران لحمي المنتوجات الفخارية ورواق للنماذج الأصلية مع مطعم ومقهى ومأوى للسيارات وفضاءات على ذمة الحرفيين .كما كشف رئيس المشروع السيد نجيب الجواني بحماسه المعهود أنه تم الى حد الساعة تنفيذ عديد الانجازات في مجال التأطير الفني وتنمية الكفاءات من خلال تشخيص الصعوبات التي تعترض الحرفيات واختيار الطرق الملائمة لتحسين جودة المنتوج والاشراف على اعداد دليل للاعمال القديمة والمستجدات للفخار بسجنان والاشراف على انطلاق ومتابعة سير وحدة تنمية الكفاءات بالتنسيق مع مصالح الديوان وتكوين فريق مكلف باأطير وتوجيه وارشاد صاناعات الفخار تضم فتاتين من خريجات التعليم العالي وأيضا انجاز تصاميم واستعمالات جديدة تتماشى مع الادوات والحاجيات المعاصرة لدى الكفاءات الحرفية بالجهة هذا بالاضافة لتجهيز مركز تنمية الكفاءات وتنظيم دورة تأهيلية بمركز تنمية الكفاءات بسجنان في اطار صندوق الادماج والتأهيل المهني لفائدة 20 شابا وشابة من حاملي الشهائد العليا في اختصاص الفخار التقليدي وتشريك عدد من الحرفيات في تظاهرات بالخارج وأيضا في الجناح التجاري للصالون الوطني للابتكار في الصناعات التقليدية وغيره من المبادرات التسويقية العالمية وتحسين طرق عرض المنتوج مثلما أسلفت الذكر ... بالاضافة لما ينتظرنا من تحرك جدي على مستوى تنمية الكفاءات وأيضا إرساء المنظومة جودة وحماية تسجيل مؤشر ثبوتية الأصل لفخار سجنان .وغير بعيد عن الموضوع لم يغفل الحضور الاشارة الى مسألة على غاية من الاهمية وتتعلق بغياب التفاعل المطلوب بين عدد من الجمعيات الناشطة في المجال والمتعاملة مع عدد من الهيئات الدولية الاجنبية، مع الهياكل الرسمية المعنية جهويا ووطنيا والمشاكل التي باتت تسقط فيها تلك الجمعيات والتي بالتأكيد لها تأثيرات سلبية على القطاع والجهة واهلها، وداعين الجميع للاتصال بكل الادارات المعنية من اجل التنسيق والارشاد لا غير باعتبار ان هذه الهياكل الرسمية تملك الخبرة اللازمة والتي تعوز بالتأكيد تلك الجمعيات وإداراتها الفتية .