أتوجه إليكم بهاته الرسالة المفتوحة لالقاء نظرة لوضعية المقاومين الذين حملوا السلاح وصعدوا الجبال وحاربوا جحافل الجيش الفرنسي في الجبال والأرياف والصحارى تاركين أملاكهم وأهاليهم وضحوا بحياتهم وعاهدوا الله والوطن ان ينزلوا من الجبال ولا يتركوا الكفاح إلا باستقلال تونس أو الشهادة في تلك الجبال الشاهقة وعلى ترابها الغالي وقد حصل الشرف لبعض الرجال بالاستشهاد اثر معارك كثيرة في الجبال أذكر بعضها معركة جبل برقو بسليانة معركة طريف والكاف الأحمر بجبل سمامة القصرين معركة جبل سيدي يعيش وجبل عرباط وجبل السطح بقفصة واستشهد في تلك المعارك أبطال تونس ومازالت مقابرهم في تلك الجبال منسية وقد وقع نسيان الشهداء وتجاهل الذين مازالوا على قيد الحياة، سادتي هل يعقل ان تنسوا من حملوا السلاح وصعدوا الجبال وحرروا تونس من الاستعمار العسكري والزراعي هل تنسوا من بنوا تونس وتعبوا على تحريرها وهيوؤها لكم حيث وجدتم المدرسة الابتدائية والثانوية والجامعات وتخرجتم منها بشهائد عالية خولت لكم المناصب الرفيعة والاجر الكبير في تونس وفي دول العالم المتقدم كل ذلك بفضل الله ودولة تونس المستقلة وفضل أولئك ذلك الرجال الذين صعدوا والجبال وناموا على التراب وجاعوا وعطشوا من أجل تونس وهم الان في طي النسيان هل يعقل أيها السادة الحكام أن تنسوا الرجال الذين خاضوا غمار الحرب من أجل استقلال تونس ورفع علمها حرا عزيزا حيث كان في زمن الاستعمار ممنوع على التونسي رفعه. لذا بصفتي مقاوما حملت السلاح وحاربت الاستعمار مع الشعب التونسي من 1952 إلى سنة1963 تاريخ خروج آخر جندي فرنسي من تراب تونس هل يعقل أيها السادة أن تكون منحة مقاوم حمل السلاح وحارب الاستعمار في الجبال والسهول 160د.
تعبنا كثيرا من أجل استقلال تونس وبنينا دولة من العدم بنينا المدارس والجامعات والمستشفيات واليوم تمنحنا تونس 160د في الشهر هل هذا ما يستحقه مقاوم سنة 1952 إلى 1954 ثم واصل النضال إلى سنة 1963 بدون هوادة أو كلل في جميع الميادين كل مقاوم حسب المكان الذي هو فيه ولم يطلب يوما مقابل جهاده ومقاومته للاستعمار حتى تحررت تونس من كل أنواع الاستعمار الاقتصادي والثقافي والمعنوي وبعد هذا كله لم يقع الاهتمام بالمقاومون رغم مرور السنين الطوال ولم يطلب المقاومون حقهم المعنوي ولا حقهم المادي ثانيا وعندما نشاهد الآن منكم أحداث قانون يضمن حق بعض المواطنين في جبر الضرر المعنوي والمادي فنحن المواطنون المقاومون نطالب أيضا بجبر الضرر المعنوي والمادي هل يعقل أن تكون منحة مقاوم حمل السلاح وصعد الجبال ونام على التراب وتوسد الحجارة وكان مهددا بالموت في كل لحظة لأنه ملاحق من طرف الجيش الفرنسي وأعوانه ومخبريه 160 د أني أتوجه لكم بالسؤال وأرغب الإجابة عنه هل المنحة المخصصة للمقاومين 160 دينارا في الشهر كافية لمقاوم بلغ من العمر 78 سنة وأكثر هل يرضيكم هذا، أيها السادة أننا الآن كمقاومين قدمنا لتونس الكثير نطلب منكم أن تلتفتوا إلى المقاومين الذين شاركوا في تحرير تونس من سنة 1952 إلى سنة 1963 وتعطوهم حقهم المعنوي والمادي هذا حقنا عليكم وأن لم تفعلوا نطلبوه منكم في الدنيا وأمام الله يوم لا ينفع جاه ولا مال ولا بنون اللهم أشهد أني لم أطلب المستحيل بل طلبت حقي وحق المقاومين التونسيين الذين مازالوا على قيد الحياة وأطلب الحق المعنوي للذين استشهدوا في كل معارك التحرير الوطني زمن الاستعمار وأقول أنه لولا جهاد هؤلاء الأبطال ما كانت تونس على ماهي عليه حاليا من تقدم وحرية .