بدعوة من جمعيات وفعاليات المجتمع المدني، نفّذ مواطِنُو «بُوشَمَّهْ» من ولاية قابس يوم أمس الإثنين 22 أكتوبر إضرابا عاما نتج عنه شلّ حركةِ الدخولِ والخروجِ من مدينةِ قابس عبرَ الطريقِ الرئيسيَّةِ رقم 1. وقد عبَّر المُحتجُّونَ عن رفضِهم لنتائج مناظرةِ الانتداب في المَجْمَعِ الكيميائيّ واعتبروها غيرَ مُنصفةٍ لمنطقتِهِمْ التي تضرَّرت كثيرا من التلوثِ البيئي . ويرى المحتجّونَ أنّهُ رغم معاناةِ أهالي «بُوشَمَّة»، فإنّ نسبةَ تشغيلِ أبناءِ القريةِ في المركّب ضئيلةٌ مقارنةً بعدَدِ طالبي الشُّغْلِ فيها الشروق كانت على عين المكان ورصدت مواقف المحتجين السيد النفطي (معلم متقاعد) يقول «هذا الإضراب لا دوافع سياسية وراءه هو مطالبة بحق أبنائنا في العمل بالمركب الكيميائي لأن الأرض التي أقيم عليها المركب هي لنا ونحن أكثر المتضررين» السيد فريد (ح) عاطل عن العمل « قدمت مطالب عمل عدة لكن كل الوعود كانت كاذبة انتظرت نتيجة المركب الكيميائي لكن خاب أملي ولم أفهم الأسباب التي جعلتني لم أقبل»(ع .ص) معطّل عن العمل «أدعو إلى إعادة النظر في نتائج المناظرة وأطالب بنشر قائمة الناجحين وتحديد الأعداد التي حصلوا عليها كي تتوضح الأمور ونبتعد عن الإشاعات»وقد اغلقت المحلات أبوابها من الصباح الباكر في «بوشمة» ولم يلتحق تلاميذ المدارس والإعدادية بأقسامهم. الوقفة الاحتجاجية كانت سلمية وسجلنا استجابة أكثر متساكني بوشمة للإضراب الذي لم تدع إليه أطراف سياسية بل جمعيات وفعاليات من المجتمع المدني.ومن خلال هذه الوقفة عبر أهالي بوشمة عن غضبهم من نتائج مناظرة الانتداب في المركب التي لم تكن مقنعة ولم يتجاوز عدد المقبولين من بوشمة نسبة 2%. وقد لاحظنا حرصا من المشرفين على أن يتم الاحتجاج في كنف التحضر بعيدا عن التشنّج والإضرار بالممتلكات العامة أو الخاصّة ومن جهة أخرى تؤكد مصادر من المركب الكيميائي أن الشركة لم تنتدب على أساس التوزيع الجغرافي العادل بل اعتمدت مقاييس موضوعية تطبق على كلّ المشاركين بصرف النظر عن مكان الإقامة. ويبدو أن المجمع الكيميائي وجد نفسه محاصرا بتهمتيْن فهو عامل أساسي في التلوّث يجب إبعاده عن قابس في نظر الجمعيات البيئيّة وهو طاقة تشغيليّة كبيرة يجب أن تستوعب أكبر عدد ممكن من طالبي الشغل في نظر الشباب العاطل عن العمل.ويبدو وكأن هذه المؤسسة الوطنية العملاقة واقعة بين كماشة التلوث والعدد الكبير من الشباب الطالب للشغل. وانطلاقا من الساعةِ التاسعةِ والنصفٍ من صباحِ أمس الإثنين 22 أكتوبر توافد محتجّون بلغ عددُهُمْ حَوَالي 200 شخص، على مقرِّ إقليمِ الشرطةِ بقابس احتجاجا على ما اعتبروه تَعامُلًا عنيفا مع المواطنين والشباب في الليلة الأولى من تطبيق حظر التجوال في المدينة. وكانت قد جرت مواجهات في الليلة الفاصلة بين 21 و22 أكتوبر بين الشرطة وبين مجموعةٍ من الشباب لم تمتثل لقرار حظر التجوال فتعاملت معها قواتُ الأمنِ والجيش بالمطاردةِ وبالغازِ المُسِيلِ للدُّمُوع. وقد نزل السيّد مدير الإقليم إلى المحتجين ووعدهم بألا تتكرّر مثل هذه الممارسات شريطة احترام قانون منع الجولان الذي وقع الإعلان عنه يوم أمس الأحد 21 أكتوبر. إنّ حالة الاحتقان الكبيرة التي يعيشها الشارع في قابس منذ الإعلان عن نتائج مناظرة الانتداب في المجمع الكيميائي تتطلّب من كل القوى السياسية وفعاليات المجتمع المدني أن تجتمع على تجفيف ينابيع هذا الغضب، واعتماد الحكمة في هذا الظرف الدقيق الذي تمرّ به البلاد.إذ من حق الشباب المتظاهر أن يطالب بالشفافية وباعتماد مقاييس موضوعية عند الانتداب.لكن من الضروري المحافظة على المؤسسات العامة وممتلكات الأشخاص.