أظهر العديد من التونسيين عدم رضاهم على خدمات سيارات الأجرة «تاكسي» وبلغ بهم الأمر إلى حد اتهامهم بتجاوز القانون وعدم احترامهم والتعامل مع الحرفاء بمزاجية وتقديم خدمات بالمشروط. وقد سعت «الشروق» لرصد انطباعات الشارع التونسي ومعرفة تقييم المواطن لخدمات سيارات الأجرة (تاكسي). فالسيد عبد الرزاق أشار إلى أن خدمات أصحاب سيارات «التاكسي» متردية فهم حسب اعتقاده لا يعترفون بالقوانين ويضربون بها عرض الحائط من ذلك أنهم يرفضون التوقف في أوقات الذروة ولا يحترمون الحرفاء بما فيهم المرضى والمسنين.
ويضيف: «البعض منهم وأخص بالذكر الجيل الجديد من السائقين بلا ضمير مهني ولا أخلاق ولا يحسنون التعامل مع الحرفاء ويرفضون حملهم إلى هذا الحي أو ذاك بتعلّة اختناق حركة المرور.
ويظهر السيد نبيل الحكيمي انزعاجه من تصرفات بعض أصحاب سيارات الأجرة «تاكسي» ومعاملاتهم التي لم تتطوّر حتى بعد الثورة ويقول: «للأسف في كثير من الأحيان تبقى تنتظر ساعات طويلة من أجل الظفر بسيارة «تاكسي» ويقدّم لك خدمة بشروط كأن يشترط عليك أن تتوافق وجهتك مع مقصده أو يشترط عليك توفير معلوم التنقل قطعا نقدية أو العبور من هذا النهج وعدم دخول ذاك ورفض دخول هذا الحيّ بتعلّة تردي طرقاته.
أما السيد محمد فضّة فقد قال: «السائقون خاصة «الصنّاع» يقدمون للحرفاء الخدمات حسب مزاجهم وهواهم وهم في وضح النهار لا يحترمون الكبار أو المرضى ولا يراعون الحالة النفسية التي يكون عليها الحريف وفي ظلّ غياب سلطة رادعة وعدم تحرّر العقول وتطوّر الوعي ستزداد الخدمات ترديا وقد يضطرّ المواطن إلى مقاطعة سيارات الأجرة «تاكسي» والتعويل على وسائل نقل أخرى.
بدوره يرسم السيد عدنان الشيخ حجم معاناته مع التاكسي قائلا: «اضطرّ إلى انتظار سيارات أجرة «تاكسي» لفترة طويلة تحت تأثير أشعة الشمس وبعض السائقين يحاولون التمييز بين الحرفاء وكسب ود السائح للترفيع في تسعيرة الخدمة ولكسب مزيد من الإكرامية.
أما في أوقات الذروة فإن معاملاتهم تزداد سوءا وتكثر شروطهم ولا يكترثون بمشاعر المواطنين. وقد يدخل بعض الحرفاء في خصام معهم وتتوتر الأعصاب وتظهر وسط الطريق مشاهد نحن في غنى عنها.
ولكن رغم عيوب أصحاب سيارات الأجرة «تاكسي» وتردي أخلاقهم وكثرة التجاوزات فإن البعض من الحرفاء اعتبر أن الخدمات في تطوّر وأن من يأتي بمثل هذه التجاوزات عددهم محدود.
فالسيد فيصل يقول: «في كل القطاعات تجد الخدمات الإيجابية والسلبية ولا يقتصر ذلك على أصحاب سيارات أجرة التاكسي وتبقى التجاوزات مجرّد حالات شاذة كما أنه لا يمكن الإقرار بأن جميع السائقين لا يحترمون القوانين أو يستهزئون بالأخلاق بل بالعكس أغلبهم يحسنون التعامل مع المواطنين ويحرصون على احترام الضمير المهني. ومن جهتهم لم يستسغ أصحاب سيارات أجرة التاكسي هذه الآراء والاتهامات مؤكدين أن أحكام الحرفاء تحمل الكثير من التجني والمبالغة.
فالسيد محمد (سائق أجرة «تاكسي») قال: «أغلب الحرفاء تجدهم في حالة توتر وبمجرد الصعود إلى السيارة يحاولون الدخول في خلاف مع السائقين الذين من منطلق خبرتهم بالعمل لا يحاولون رد الفعل.
بل يحرصون على إحسان معاملتهم وإيصالهم إلى الوجهة التي يحبذونها دون أي شروط. ويعترف هذا السائق أن العديد من العاملين في القطاع يتحوّلون إلى ضحايا للمتحيّلين ويتعرضون التعنيف والسلب والسرقة خاصة في الليل وهذا ما يدفعهم إلى اشتراط معرفة الوجهة مسبقا.
واعترف سائق اخر أن بعض الطرقات داخل الأحياء غير مهيأة وتفتقر للتنوير العمومي وتكثر فيها عمليات «البراكاجات» لذلك نرفض العمل فيها. أمّا وسط المدينة وفي أوقات الذروة يكثر الطلب وفي بعض الأحيان تجد السائق في حالة تعب نفسي وجسدي وقد تدفعه إلى عدم التوقف. ويُقر البعض الآخر من أصحاب سيارات الأجرة «تاكسي» بوجود بعض التجاوزات من الطرفين أي من سائقي السيارات ومن الحرفاء والتي يجب أن نعمل على الحد منها وتحسين سلوكنا ومعاملاتنا.