تبعد مطماطة القديمة حوالي 42 كيلومترا غربي «خليج قابس» و60 كيلومترا جنوبا عن ولاية «مدنين» وتقع في الجنوب الشرقي للبلاد التونسية. وتتموقع ضمن سلسلة جبال مطماطة وهي بذلك على ارتفاع معين عن سطح البحر. الهياكل النموذجية للقرية يتم بناؤها بحفر حفرة كبيرة في الأرض.
وحول محيط هذه الحفرة توجد كهوف محفورة لاستخدامها كغرف، وكذلك توجد بعض المنازل التي تضم حفرا متعددة ويربط بينها خندق أو ممر تحت الأرض. هذا النوع من المنازل أصبح شهيرا لأنه كان موقع منزل عائلة «لارس: لوك سكايوالكر»، وعمته «بيرو لارس» وعمه أوين لارس في سلسلة أفلام حرب النجوم.
منزل عائلة لارس كان في الواقع نزل سيدي إدريس، الذي يوفر منازل تقليدية بربرية. واحدة من مهمات» كول أوف ديوتي 2» تدور في مطماطة كجزء من حملة شمال إفريقيا. إسمها البربري «أثوب» وهي كلمة بربريّة تعني أرض السعادة والهناء وقيل أنّها سميت مدينة مطماطة على اسم قبيلة بربرية قديمة, لم تستطع أن تقاوم جحافل بني هلال, ولم تستطع التأقلم معهم, هاجر أهلها إلى هذه المنطقة الوعرة, وحفروا بيوتهم في باطنها حتى لا يراهم أحد, وحتى يتأقلموا مع المناخ, فباطن هذه الحفر كان دوما رطبا في الصيف, ودافئا في الشتاء, ومن المؤكد أنه كان رحيمًا بهم أكثر من الآخرين.
وقد اكتسبت مطماطة شهرتها العالمية من خلال فيلم حرب النجوم, الذي صوّر في بيوتها الغريبة عام 1970, وبدت بيوتها على الشاشة مثل أصداء كوكب خيالي لم يوجد أبدا. تاريخ هذا المكان غير معروف جدا، إلا من القصص الخرافية التي تنقل من جيل إلى آخر.مما يساهم في التعريف بالمخزون التراثي الضارب في القدم على أية حال، بقيت هذه القرية مختبئة في منطقة عدوانية لقرون. «القصور الجبلية» و«حياش الحفر» التي مازالت صامدة مهددة بالاندثار جراء العوامل الطبيعية القاسية وغياب الاستراتيجية الواضحة لدعم وإبراز ايجابيات بعدها الثقافي والتاريخي باعتبارها موروث تراثي أمازيغي وجعلها قبلة سياحية متميزة ضمن المسالك بالمناطق الجبلية المتسلسلة على طول الشريط الغربي وجعلها حلقات تواصل بين جميع المواقع السياحية بداية من دوز وتمزرط ومطماطة وبني زلطن وتوجان وبني خداش وقصور تطاوين وجرجيس وصولا الى جزيرة الأحلام جربة. والواجب يدعونا جميعا لصيانة المعالم الاثرية البربرية والمتاحف التي تختزل العادات والتقاليد والموروث الثقافي والتاريخي للقرى الجبلية وإبراز خصوصيات المناطق والتعريف دوليا بنماذج للتراث التقليدي «بتمزرط» و«تاوجوت» و«قصر بني عيسى» و«الزراوة» وتأثيث ودفع مهرجانها للقرى الجبلية المحدث أخيرا نحو تعزيز المشهد الثقافي والسياحي ومن خلاله توظيف المعالم التاريخية والأثرية والبربرية كأحسن ما يكون والتعريف بمختلف الحضارات والعصور المتعاقبة التي شهدتها القرى الجبلية البربرية وضرورة احياء تراثها العريق والترويج للصورة التاريخية الأمازيغبة واستثمار المخزون الثقافي وعدم الاعتماد على السياحة الشاطئية في ظل تواجد عديد المواقع الخفية بحاجة اكيدة اكثر من أي وقت مضى لإحيائها واظهارها وابراز خصوصيات المناطق المنسية ومزيد دفع السياحة الجبلية.