تم مؤخرا تجديد الهيئة المديرة لمهرجان الصحراء الدولي في دورته الخامسة والأربعين التي ستكون من 22 إلى 25 ديسمبر القادم. مع اقتراب فصل الشتاء وتحديدا شهر ديسمبر تتجه الأنظار نحو الصحراء التونسية وتحديدا مدينة دوز التي يمثل مهرجانها الدولي للصحراء الوجهة الأولى للسياحة الداخلية والخارجية وهو المحرك الأساسي للنشاط السياحي وعلى الرغم من أهميته الثقافية والاقتصادية والسياحية القصوى عاش المهرجان طيلة عهد الاستقلال على الفتات قياسا بالامكانيات التي ترصد إلى المهرجانات الدولية الأخرى.
الهيئة الجديدة التي تم تشكيلها مؤخرا بعد استشارة واسعة بين كل الجمعيات والناشطين في المجال الثقافي والسياحي ستواجه ملفا ثقيلا عانت منه كل الهيئات السابقة وهو ملف الديون التي تراكمت طيلة سنوات إلى ان وصلت بعد الدورة الأخيرة حوالي 300 ألف دينار وقد كان انعدام الامكانيات قياسا بأعباء التكلفة هو السبب الأساسي الذي أعاق عمل الهيئات التي تداولت على المهرجان وتواجه الهيئة الجديدة نفس المشكل الذي يتعمق من دورة إلى أخرى ولن يحل ما لم تتعامل الوزارات المعنية وهي الثقافة والسياحة والتجارة والصناعات التقليدية والفلاحة والشباب والرياضة بجدية حقيقية وان تعالج ملف ديونه ومستقبل المهرجان باعتباره شأنا مركزيا للدولة وليس مسؤولية الجهة فقط التي أهملتها مشاريع التنمية لعقود.
مقارنة
الخسائر المالية للدورة الماضية لمهرجان الحمامات الدولي مثلا فاقت 200 ألف دينار في حين فاقت خسائر مهرجان قرطاج الدولي 400 ألف دينار والأكيد ان وزارة الثقافة ستتدخل وتسوي ديون المهرجانين فلماذا يستثنى مهرجان الصحراء الدولي من التدخل العاجل للوزارات المعنية لتصفية ديونه ومنحه نفسا جديدا حتى يكون أكثر فاعلية في تنمية النشاط السياحي والتراث الثقافي؟؟
فخلافا لكل المهرجانات الدولية الأخرى التي يفوقها مهرجان الصحراء الدولي أقدمية وشهرة نجد ان هيئة مهرجان الصحراء الدولي هي الوحيدة المتطوعة ولكن تراكم الديون يهدد المهرجان فعليا بالتوقف وقد وعد وزير الثقافة بالمساهمة في تسوية هذا الملف عبر الترفيع في منحة المهرجان المباشرة والتي لم تتجاوز إلى حد الآن 45 ألف دينار في حين لم تتجاوز منحة وزارة السياحة 30 ألف دينار في الوقت الذي كانت فيه وزارة السياحة ترصد مثلا لمهرجان الجاز في طبرقة 700 ألف دينار وتصل تكلفة عرض موسيقي في مهرجان قرطاج إلى 200 ألف دينار!
الثابت ان الهيئة الجديدة ستجتهد وستحاول قدر الامكان تنمية الموارد والضغط على المصاريف وترشيد التصرف في الموارد ولكن في غياب دفع قوي من كل الأطراف المتدخلة لن تحقق المأمول فهل تنتبه الحكومة لمهرجان الصحراء الدولي بدوز الذي يبقى الرئة الأساسية للسياحة في تونس؟