لم تكن عطلة العيد عادية في ولاية منوبة ففي خضم استنفار قوات الأمن والحرس والجيش الوطنيين وتواجدهم بشكل ملحوظ بعث الطمأنينة والراحة في نفوس المواطنين شهدت الجهة بعض الأحداث التي عكّرت صفو الأمن العام لتتّخذ منحى وحيدا وهو محاربة السلفيين للظواهر المنافية لتعاليم الاسلام الحنيف. البداية كانت بمدينة الجديدة عشية العيد حيث عاش أهالي حي النجاة وحي نجيبة أجواء متعكّرة بسبب مواجهات بين أشخاص محسوبين على التيار السلفي قاموا باقتحام عدد من أوكار بيع الخمر خلسة وإتلاف محتوياتها حيث تدخل أعوان الأمن والحرس الوطنيين والجيش لفضّ الاشتباكات.
الحادثة الثانية تمّت في حدود العاشرة ليلا بدوار هيشر من نفس اليوم وقد كان رائد الحرس وسام بن سليمان ضحيتها وذلك بعد الاعتداء عليه بساطور من قبل شخص محسوب على التيار السلفي، حيث علمت «الشروق» أن حاله تحسّن وتجاوز مرحلة الخطر.. بعد أن أجريت عليه عملية جراحية دقيقة وتأكد إصابته بارتجاج في المخ وكسر في الجمجمة. أما الحادثة الثالثة فقد عاشتها منطقة وادي الليل وذلك بعد اقتحام مجموعة سلفية مقهى وتحطيم محتوياته والاعتداء على صاحبه بتعلّة تحويل محله الى مكان للعب القمار وكذلك تعنيف شخصين آخرين معروفين ببيع الخمر خلسة، حيث تدخل أعوان الحرس والجيش الوطنيين لفضّ المشكلة. شارة حمراء... وتنديد
واحتجاجا منهم على الاعتداء الاجرامي على رئيس فرقة الأمن العمومي بمنوبة الرائد وسام بن سليمان حمل أعوان الحرس الوطني بمنوبة بداية من الأحد وعلى امتداد ثلاثة أيام الشارة الحمراء وذلك بدعوة من النقابة الأساسية للحرس الوطني بمنوبة التي ندّدت بالاعتداء مؤكدة في بيان لها أن ذلك التحرّك النقابي يأتي كإجراء يأتي في انتظار اتخاذ قرار واضح وشجاع من طرف سلطة الاشراف بخصوص السلفيين المسلحين بالسيوف والزجاجات الحارقة والمتحصّنين بجامع النور وجامع الخليل بمنطقة دوار هيشر. كما ندّدت النقابة الجهوية لقوات الأمن الداخلي بمنوبة بالجريمة التي استهدفت الرائد مطالبة سلطة الاشراف باتخاذ إجراءات عاجلة من خلال إعطاء التعليمات الواضحة لأعوان الأمن للتصدّي لهذه المجموعات بكل الوسائل القانونية المتاحة للدفاع عن أنفسهم وحفظ أمن المواطن، وأبدت مساندة النقابة لكل التحرّكات التي تمّ اتخاذها من قبل النقابة الأساسية للحرس الوطني بمنوبة.