رغم المجهودات الكبيرة التي يقدمها الإطار الطبي وشبه الطبي ورغم التحسينات الظاهرة التي أضيفت لمختلف المراكز الصحّية بجهة القطار فإنّ هذا المجال الحسّاس المرتبط بالحياة اليومية للمواطنين لا يزال دون المأمول و بعيدا عن تطلّعات الأهالي. هؤلاء السكان يكابدون معاناة متكرّرة من أجل الحصول على أبسط الخدمات الصحية الأساسية الواجب توفرها في المستشفيات المحلية و المستوصفات. فالمستشفى المحلّي بالجهة يفتقر إلى أبسط أنواع الأدوية الضرورية وتنعدم فيه أجهزة الإسعاف والتطعيم الواجب توفرها باعتبارها من أساسيات الخدمات الصحية كما يفتقر المستشفى لسيّارات الإسعاف اللازمة باعتبار تطوّر عدد المتساكنين الذي تجاوز ال20 ألف ساكن.و رغم أن بالمستشفى سيارتا إسعاف متطورتان و هما عبارة عن هدية قدّمها عدد أبناء الجهة العاملين بالخارج فقد بقيتا خارج الخدمة لوجود إشكال إداريّ لم تتوفّر النية الصادقة لحله خدمة لمصالح المواطنين هذا بالإضافة إلى النقص الفادح في عدد الأطباء والذي مثل بحق المعضلة الكبرى في هذا المجال فعدد الأطباء لم يتجاوز الأربعة في الطبّ العام وباعتبار تعدد المهام المنوطة بعهدتهم (عمل دوري طب مدرسيّ الأطباء العاملون بقسم الاستمرار...) فقد وجد الأطباء أنفسهم غير قادرين على تغطية مختلف المراكز الصحية باعتبار أن مناطق الريف (بوعمران بوسعد العمائم) مناطق تتبع صحّيا المستشفى المحلّي بالقطار وترجع له بالنظر فيما يخص التغطية الصحيّة. كما لا بدّ من الإشارة إلى مسألة هامة في الموضوع والمتعلّقة بطبّ الاختصاص فهذا الموضوع يكاد يكون منعدما اذ لا يتوفّر طبّ الأسنان والذي بدوره يشكو ضعف عدد الأطباء فيه بالجهة رغم أهميته وقد وقفنا على حجم المعاناة في هذا المجال كما أن تواضع الآلات والتجهيزات الضرورية يحول دون تقديم الخدمات الصحية الأساسية في مجال طب الاختصاص. إضافة إلى هذا الكمّ من النقائص الموجودة فقد بات ضروريا إنجاز مستشفى محلّي أوسع وأكثر تطوّرا باعتبار أن البناية الحالية باتت دون التطلعات ولا تستجيب للتطوّر الملحوظ في عدد السكان خصوصا وأنّ المستشفى المحلّي الموجود شيّد منذ أكثر من ثلاثين عاما اذ لم يعد قادرا على استيعاب القادمين إليه من مختلف أحياء المدنية للحصول على الخدمات الصحية وإنّ الحديث الذي يتداول الآن عن إمكانية توسعة المستشفى المحلي لن يكون الحلّ الأفضل والأسلم باعتبار أنّ التوسعة وإن توفّرت فهي جزء من الحلّ وليست هي الحلّ الامثل ويخشى أن تكون التوسعة لغضّ النظر وبصفة نهائية عن إنجاز مستشفى عصريّ يقطع مع ما يعانيه المواطنون من تردي الخدمات الصحية بالجهة.