لم يشهد القطاع الصحي بربوع الجريد جرعة الدواء اللازمة لتخليصه من عدة هزات جعلت المريض يتكبد مصاريف هامة لمجرد إجراء بعض الفحوصات. أما إذا تعلق الأمر بالتداوي فحدث ولا حرج وكل هذا يعود إلى غياب أبسط المرافق الأساسية لاسيما التجهيزات والإطار الطبي المختص. هذا بالنسبة لعاصمة الواحات توزر أما بقية المناطق الأخرى فإن بعض الوفيات سجلت إما لانعدام وسائل النقل الضرورية لنقل المريض إلى المؤسسات الاستشفائية بالجهة أو لعدم توفر الطبيب وخصوصا ببعض المناطق الحدودية. أما بالنسبة للأرياف فإن الأمر يختلف تماما سيما تلك التي لا يزورها الطبيب إلا مرة واحدة في الأسبوع. ومازال القطاع الصحي بولاية توزر يبحث عن مخرج له رغم بعض المشاريع التي أنجزت لعل من أهمها إعادة بناء المستشفى الجهوي بتوزر ب8.5 ملايين دينار وإحداث قسم للعيادات الخارجية ب500 ألف دينار وبعث قسم لتصفية الدم وتركيز آلة المفراس وتخصيص مبلغ قدره 500 ألف دينار لبناء قسم العظام لكن هذا المشروع ظل معطلا لأكثر من 4 سنوات وكان النظام السابق يخطط ويبرمج بعض المشاريع الأخرى لفائدة ربوع الجريد لكنها بقيت حبرا على ورق. سائق وحيد لسيارة الإسعاف بحامة الجريد ومن المفارقات العجيبة أن تتوفر بالمستشفى المحلي بحامة الجريد سيارة إسعاف ولم يتوفر لها الإطار البشري اللازم إذ أنه لم يتم انتداب إلا سائق وحيد وقد تطرأ بعض الحالات المستعجلة خارج أوقات عمل السائق أو يكون في رخصة أو غائبا لأسباب ما ليقع الاستنجاد بدقاش التي تبعد عن الحامة زهاء 4 كلم أو توزر (9 كلم) لنقل المريض في حين أن الضرورة تستدعي انتداب سائق آخر درءا لأي طارئ. ولئن شهد القطاع الصحي تغييرات هامة على مستوى البنية الأساسية والتجهيزات وتطور عدد الأطباء والإطار شبه الطبي فإن عديد الإشكاليات مازالت تشكل عقبة أمام ارتقاء هذا القطاع إلى ما يطمح إليه المواطن في ربوع الجريد. فالخدمات الصحية منعدمة أو تكاد بالأرياف والمناطق الحدودية لاسيما بالواحات الجبلية كما أن الخدمات الصحية المسداة للمرضى ليست على أحسن حال في بعض أقسام المستشفى الجهوي بتوزر وفي بعض الأحيان يتم الاستنجاد بالمستشفيات الأخرى على غرار صفاقس أو سوسة أو تونس العاصمة خاصة إذا تعلق الأمر بإجراء التحاليل أو العمليات. طب الاختصاص من المشاغل الأساسية وتفتقر المناطق الريفية والحدودية إلى طب الاختصاص لاسيما طب أمراض النساء إذ أنه رغم أن الولادات مازالت تتم بالطرق التقليدية فإنه في الحالات المستعصية تكون الأم الحامل ضحية هذه الأوضاع كما أن إغلاق المستوصفات بهذه المناطق ليلا أو في ساعات أخرى من النهار يشكل خطرا على سلامة بعض المرضى وخصوصا المصابين بلسعات الحشرات السامة كالعقارب أو الأفاعي خاصة في فصل الصيف. طبيب لكل 1100 ساكن ! وكان النظام السابق يمني في كل المناسبات أهالي الجريد بإحداث مستشفى جامعي بتوزر نظرا لموقعها الاستراتيجي ولمكانتها السياحية لكن ذلك لم يتحقق بل ظلت بعض المشاريع معطلة وأخرى تتعثر على غرار بناء قسم لجراحة العظام وإتمام أشغال القسط الثاني بالمستشفى المحلي بنفطة وإنجاز مستشفى جديد بدقاش ب2.25 ملايين دينار. ورغم ما تحقق فإن القطاع الصحي بحاجة أكيدة إلى دعم طب الاختصاص كأطباء للانعاش والتبنيج ولأمراض المعدة والأمراض الجلدية بالإضافة إلى الحاجة لدعم بعض الاختصاصات الأخرى على غرار طب النساء والتوليد وجراحة العظام والأشعة والجراحة العامة فضلا عن العمل على القضاء على الاكتظاظ الذي تعيشه مختلف الأقسام مما يؤدي إلى تباعد المواعيد وغيرها.