هدد حزب العمال الكردستاني، بالتدخل العسكري المباشر، لحماية المناطق الكردية في سوريا فيما عبرت طهران عن استعدادها احتضان حوار سوري يجمع المعارضة بالنظام السوري. وقال بيان صادر عن قيادة القوات الشعبية، (الذراع العسكرية لحزب العمال الكردستاني)، إن «القوات الشعبية ستتدخل، بشكل مباشر، ضد الأطراف والقوى، التي تعادي الشعب الكردي، وعلى جميع الأطراف أن تدرك جيدا أننا سنقدم الدعم العسكري اللازم لشعبنا، وسنلتزم بمواجهة من يعادونه».
«الأشرفية» تشعل النزاع
يأتي ذلك على خلفية المواجهات العسكرية، التي شهدها «حي الأشرفية»، ذو الأغلبية الكردية بمدينة حلب بين ميليشيات الجيش الحر ومقاتلين أكراد. وكانت مواجهات وقعت بين مجموعات من مقاتلي الجيش السوري الحر، أثناء محاولتها دخول المناطق الكردية في مدينه حلب، وتحديدا «حي الأشرفية» و«الشيخ مقصود»، ما دفع بالأهالي هناك إلي الخروج بمظاهرات ترفض دخول تلك القوات إلي مناطقهم.
ولكن مسلحين تابعين ل«الجيش الحر» أطلقوا النار على المتظاهرين، وأوقعوا عشرات القتلى والجرحى، واعتقلوا المئات منهم. واعتبرت قيادة «الجيش الحر» أن الأمر نجم عن «سوء تفاهم»، لكن قيادات «حزب الاتحاد الديمقراطي» اعتبرت الأمر مقصوداً، بهدف جرهم إلى أتون المواجهة مع قوات النظام السوري.
يذكر أن حزب العمال الكردستاني لديه ما يقرب من 50 ألفا من المقاتلين المدربين على حرب الجبهات والشوارع، وينتشرون داخل المناطق الكردية القريبة من الحدود المشتركة لتركيا مع كل من العراق وسوريا.
في المقابل زعم الشيخ عبدالرحمن، قائد ما ينعت بلواء حلب الشهباء، أن «الثوار لا يتمنون مواجهات مماثلة، باعتبار أن الأكراد هم بالنهاية سوريون، وبالتالي، هم أخوة لنا، لهم حصة في الوطن تماما، كما لنا»، قائلا لصحيفة «الشرق الأوسط»: «ما حصل مؤخرا في الأشرفية نتيجة عدم مسؤولية ودراية البعض، الذين لم يفهموا أن الحي لم يكن هو المستهدف من قبل (الجيش الحر)، بل الثكنات العسكرية على أطرافه.
كما تجددت الاشتباكات بين مقاتلين من مدينة أعزاز، ومقاتلين من وحدات حماية الشعب الكردي التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، إثر هجوم نفذه مقاتلون من أعزاز على قرى «قسطل جندو، قطمة، يازي داغ» وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان التابع للمعارضة السورية.
وفي ذات السياق, أكدت مصادر إعلامية مطلعة أن كرديا سوريا قضى نحبه متأثرا بالجروح الذي خلفها تعذيب تعرض له من طرف ميليشيات الجيش الحر. واعتبرت أن الحادث من شأنه أن يصب زيت التأزم على نار الحرب الأهلية في سوريا ويزيد من حدتها الطائفية والقومية.
استعداد إيراني
في هذه الأثناء , أكّد مساعد وزير الخارجية الايراني حسين امير عبداللهيان ان «بلاده مستعدة لاستضافة مؤتمر يضم ممثلي جميع أطراف النزاع في سوريا». وأشار الى أن «طهران تجري مباحثات منذ عام مع أطراف النزاع في سوريا، بما في ذلك جماعة الإخوان المسلمين و«المجلس الوطني السوري»، بهدف تهيئة تربة خصبة لحوار وطني بين مجموعات المعارضة والحكومة».
واضاف ان «المجموعات المسلحة اخترقت الهدنة في ايام عيد الاضحى من جانب واحد، رغم ان الحكومة السورية أعلنت إلتزامها بوقف إطلاق النار». هذا وكانت قد بدأت أول أمس الاثنين في اسطنبول فعاليات ما سمي مؤتمر «إدارة المرحلة الانتقالية في سوريا: مواجهة التحديات وبناء رؤية مشتركة من أجل المستقبل». واعتبر عبد الباسط سيدا، رئيس ما يسمى المجلس الوطني، وفقا لوكالة «أنباء الاناضول» التركية أن المجلس يعطي المؤتمر أهمية كبيرة.