نظمت جمعية مسرح الخيمة بتونس وفرعها بتوزر الدورة الأولى من المهرجان الدولي للحلقة الشعبية بالجريد من 22 إلى 28 أكتوبر 2012 وهو مهرجان أسسه الفنان المتخصص في المسرح الاحتفالي العروسي الزبيدي ويرتكز فن الحلقة أساسا على الحكي والسرد. ويجمع المهرجان فنونا مختلفة (شعر ، غناء ، موسيقى ، رقص ، فن تشكيلي ،. ..) ويعرف بمسرح الطلق أو الشارع.
ساهم في تأثيث المهرجان فنانون مختصون في مسرح الحلقة وشعراء وسينمائيون من دول عربية وهم حنين جمعة من فلسطين واسماعيل الناظر وأماني ربيع من مصر وعلاء الأوجلي وجمال السمين والصادق السوسي وهليل البيجومن ليبيا والصديق مسلم ماحي من الجزائر وفادي الصباغ من سوريا.
أما المشاركات التونسية فهي تتمثل في الحكواتي العروسي الزبيدي والرسامة المختصة في فن الأبرو (الرسم على الماء) زهرة زروق والمطرب التونسي التركي وسيم صاحب أغنية جنريك مسلسل الضياع من خلال مشاركته في حفل خاص أقيم على شرف ضيفة المهرجان وزيرة الثقافة الليبية والوفد المرافق لها والفنان الهادي الجبالي والشاعر لمجد الالاهي وفرقة السطمبالي تونس ومجموعة الجوقة للفنون الشعبية والمركز الوطني لفن العرائس وفرق فنية وموسيقية محلية من توزر.
توزعت العروض على فضاءات مفتوحة بمدن توزرونفطة ودقاش وحامة الجريد ( ساحات عامة ومنتزهات وأسواق والمدينة العتيقة ودار الثقافة الشابي...) وانطلق المهرجان بعرض فرجوي افتتاحي بأنهج المدينة العتيقة بتوزر وساحة الباي وتضمن العرض مسرحية رحلة بوسعدية مع فرقة السطمبالي وفرق البنقة والفنون الشعبية والمداوري بتوزر.
وخلال اليوم الثاني احتفى المهرجان بشهداء مدينة دقاش من خلال عرض بعنوان خوخة لجمعية مسرح الخيمة للحكواتي العروسي الزبيدي واحتضنت دار الثقافة الشابي في نفس اليوم عرض الكسوة للمركز الوطني لفن العرائس واختتم اليوم الأول بعرض جزائري – حكايات مكرة – للفنان الحكواتي صديق مسلم ماحي من الجزائر بمنتزه بتوزر.
وتواصلت فعاليات الدورة بعروض متنوعة في فضاءات مفتوحة مختلفة ومنها حلقة الشعر للشاعر الليبي صادق السوسي والشاعر التونسي لمجد الالاهي بمنتزه بتوزر وعرض لولشة للحكواتي العروسي الزبيدي بساحة سوق مدينة نفطة وعرض سبعة صبايا لنفس الفنان بمدخل حامة الجريد وعرض حكايات فلسطينية للحكواتية والشاعرة الفلسطينية حنين جمعة بدار الثقافة الشابي توزر وقدم الأستاذ حبيب غزال رئيس الجامعة التونسية لمسرح الهواة مداخلة بعنوان «ملامح المسرح العربي الحلقة الشعبية نموذجا».
واحتفى المهرجان يوم اختتامه باليوم العالمي لسينما التحريك من خلال عرض شريط سينمائي بعنوان - فيلم وحكاية -.
وعن هذا المهرجان قال مؤسسه رئيس جمعية مسرح الخيمة العروسي الزبيدي إنه يهدف إلى احياء التراث الشعبي والمحافظة عليه من الاندثار وهو فرصة لتطوير أداء ومهارات المنشطين والممثلين الشباب (الحلايقية) ومجال للباحثين والموثقين للاعتناء بهذا الفن العريق ومساهمة من الجمعية في تنشيط الساحة الثقافية والموسم السياحي بالجهة.
وتم تنفيذ هذا المهرجان منذ دورته الأولى بنسخة دولية على عكس سائر المهرجانات التي تنطلق بنسخ محلية ثم تكبر فهو ولد كبيرا وسيظل كذلك واعترضت المنظمين صعوبات لم تحبط عزائمهم وأهمها الدعم المادي شبه المنعدم فقد رفضت كل من وزارتي الشباب والرياضة والسياحة مطلب دعم المهرجان الموجه إليهما يوم 29 مارس 2012 في حين وعدت وزارة الثقافة بدعم المهرجان ب4000 دينار وهو دعم هزيل لا يكفي لتسديد جزء من الديون وإلى حد يوم الاختتام لم يسدد لهم المبلغ الذي وعدت به وزارة الثقافة.
أما العارضون فكلهم متطوعون الأجانب والتونسيون وتكفلت جمعية الخيمة بمصاريف استضافتهم وتنقلهم وفكرة تطوع الفنانين بعروضهم لم يعتد عليها المتساكنون في الجهة فاستغلها البعض للتشكيك في مصداقية وأهداف التظاهرة لكن المدركين لأهمية التراث والحريصين على المحافظة عليه وتطويره وأبرزهم جمعية مسرح الخيمة بتوزر التفوا حول المهرجان فحقق النجاح المأمول وقريبا سينطلق الاعداد للدورة المقبلة في نفس الموعد من 22 إلى 28 أكتوبر 2013.