شرعت وزارة التجهيز هذا الأسبوع في أشغال إصلاح الانزلاقات الأرضية التي سجلت على شبكة الطرقات المرقمة والمسالك الريفية بولاية سليانة إثر موجة الثلوج والأمطار الغزيرة التي شهدتها جهات الشمال والشمال الغربي خلال شهر فيفري 2012. ووفق المعطيات الصادرة عن إدارة الأشغال الكبرى، فإن المصالح الفنية والمقاولة المعينة لمباشرة الأشغال سوف تتدخل بدرجة رئيسية في مستوى النقطة الكيلومترية 58 المعروفة بمنطقة يهبو بالطريق الوطنية رقم 4 الرابطة بين تونسوسليانة وبالطريق الوطنية رقم 4 القديمة.
كما سيتم في نفس الوقت إصلاح عدد من الانزلاقات الأرضية المسجلة بمسلك البزازة والمسلك المؤدي نحو معتمدية بورويس والمسالك الريفية أولاء عمر ورأس العين والزواكرة وفج العابد بمعتمدية مكثر والانزلاق الحاصل بالنقطة الكيلومترية 104 على مستوى الطريق الوطنية رقم 4 في جزئها الرابط بين مكثر والروحية. وتقدر الكلفة الجملية لإصلاح هذه الطرقات والمسالك ب 3 فاصل 8 مليون دينار فيما ستستغرق الأشغال ستة أشهر.
وينتظر أن تنطلق قبل موفى السنة الجارية الأشغال لمعالجة آثار الانزلاقات الأرضية المسجلة بولاية الكاف وتحديدا بمسلك زركونة (3 نقاط) ومسلك الخروبة (نقطة واحدة) الذي يربط فج الخروبة بمدينة الكاف بالإضافة إلى سبع نقاط أخرى تقع على الطريق الوطنية رقم 17 الرابطة بين الكاف ونبرّ.
أما في ولاية جندوبة فإن النقاط المعنية بالمعالجة تهم الطرقات الوطنية 17 و 11 والجهوية 161 و 53 (طريق عين البيّة) ومسالك عين البيضاء وسيدي سعيد وحمام الفزوع وعين سلام عين دراهم المومنية عين السلام ثم مسلك كرمة الجماعة.
وبالنسبة لولاية باجة تتوزع الاصلاحات المبرمجة على الطريق الوطنية رقم 6 والطريق الجهوية 52 ومسالك العيايشة والشقاقة وبوقطاية والقليعة بباجة الشمالية وبلعيش بتيبار وكاف العقاب بعمدون والهذيل بنفزة ثم مسلك المجالس في مستوى الطريق الرابطة بين عمدون ونفزة.
وبخصوص النقاط المحددة بولاية بنزرت، فتشمل الطريق الوطنية رقم 11 (من النقطة الكيلومترية 65 إلى غاية النقطة الكيلومترية 69) والمسلك الرابط بين السويدية والربيعة.
وتكتسي مجمل هذه التدخلات طابعا استعجاليا، علما بأن هناك أشغالا جارية منذ مارس الماضي لإصلاح أضرار انزلاقات أرضية أكثر خطورة (3 نقاط بعين دراهم على مستوى الطريق الوطنية 17 منها نقطة ببوش والثانية بعين الجمل ثم بفجّ الأطلال بالطريق الوطنية رقم 11) وبولايتي بنزرت (22 نقطة بغزالة وسجنان وجومين) وجندوبة (48 نقطة).
في إطار الدراسات الفنية التي قامت بها الإدارة العامة للجسور والطرقات بوزارة التجهيز إثر الانزلاق الحاصل على مستوى منطقة الماتلين (الطريق الجهوي 69 بولاية بنزرت) تبين أن عملية الانزلاق شملت كامل منطقة المتلين من طريق المعهد إلى أسفل الوادي وهي منطقة طينية تفقد خصائصها الجيوتقنية عندما تتشبع بالمياه (Sol saturé) وهو ما نتج عن الأمطار الغزيرة التي شهدتها المنطقة المذكورة خلال شهري جانفي وفيفري 2012 إضافة إلى تواجد قناة تصريف للمياه المستعملة تصب بصفة دائمة في المنشأة على مستوى نقطة الانزلاق، كما ساهمت عدة عوامل أخرى في تسريع عملية الانزلاق وهي كالتالي : وضع كمية كبيرة من الردم بالمنطقة العلوية للمنحدر وضع فواضل البناء والأتربة بصفة عشوائية على مستوى المنشآت الفنية مما ساهم في إعاقة سيولة مياه الأمطار وحدوث تراكم المياه. هذا وقد أفضت الدراسات إلى أن القيمة التقديرية لإصلاح هذه الانزلاقات تبلغ حوالي 16 مليون دينار وتبقى الحلول المقترحة دون ضمانات نظرا لعدم الاستقرار الأرضي لكامل المنطقة ،وأمام هذه الوضعية سيما وإن معالجة هذا الانزلاق يتطلب دراسة شاملة ومعمقة فإن الرأي يتجه إلى تغيير مسار مدخل منطقة الماتلين على مستوى مسلك سيدي عبد العزيز.