شهد المركز الجهوي للتربية والتكوين المستمر بقفصة مؤخرا تنظيم دورة تكوينية لفائدة الشباب التلمذي ونشطاء المجتمع المدني تمحورت فعالياتها حول المسار التأسيسي وتحفيز الشباب على المشاركة في الحياة العامة. هذه الدورة تمت بالتعاون بين وزارة التربية والمكتب الاقليمي لليونسكو بالرباط. واستفاد من هذه الدورة 35 تلميذا من معهدي حي السرور وابو القاسم الشابي و35 شابا من نشطاء الجمعيات وتنزلت في اطار استعمال الحقيبة البيداغوجية للتربية على الديمقراطية لفائدة الشباب التونسي وقد ساهم في تأثيث فعالياتها وورشاتها الاستاذتان سلسبيل القليبي وسلمى حمروني المختصتان في القانون الدستوري بالإضافة إلى اعضاء المجلس التأسيسي بالجهة. السيد احمد الزاوش الخبير بمكتب اليونسكو بالرباط اشار إلى ان هذه الدورة الموجهة إلى شباب مدينة قفصة تهدف إلى دعم الحوار بين شباب الجهة وتحفيزه على المشاركة في الحياة العامة وتمكينه من معلومات مبسطة حول المسار التأسيسي الذي تعيشه تونس مشيرا إلى تمكين المشاركين من دليل شباب تونس الذي يحتوي على جذاذات لمعلومات مبسطة حول الوضع في تونس. محدثنا وضح ان فلسفة الدورة تستند إلى تعزيز مفهوم التربية عن طريق الترفيه ودعم الحوار الديمقراطي بين الشباب ونواب التأسيسي. من جهته اشار السيد Phinith chanthalangsy مسؤول اليونسكو في الرباط إلى ان هذه المبادرة جاءت بدعم من وزارة التربية وهي تهدف إلى البحث عن افضل الطرق لتمثل الديمقراطية وحقوق الإنسان ودعم الحوار مع نواب المجلس التأسيسي ملاحظا ان هذه الدورة هي الاولى من نوعها بجهة قفصة في بعدها الحواري وقد سبقتها دورات تكوينية في جهات اخرى. مسؤول اليونسكو ربط مثل هذا النشاط الموجه إلى الشباب بالدور المتنامي للشباب عبر العالم وتطلعه إلى المشاركة في تخطي تداعيات الازمة العالمية من خلاله حضوره كقوة فاعلة وعبر عن امله في تحول هذه المبادرة إلى مشروع توعوي يقوم به المشاركون باتجاه اوسع الشرائح الشبابية. سفيان عميد متحصل على الاستاذية واحد نشطاء جمعية التنمية البشرية اكد للشروق ان مشاركته كانت ايجابية مشيرا إلى استفادته من الورشات التثقيفية حول حقوق الإنسان والحريات والدستور الذي اطلع على فصول من مسودته وناقشها مع غيره من المشاركين في اجواء ديمقراطية اما فاطمة الزهراء ابراهيم الخريجة الجامعية والعضو بجمعية سياحة 21 فقد لاحظت ان مشاركتها في هذه الدورة حققت لها اضافات مهمة من خلال التعمق في عديد المواضيع التي كانت في السابق ممنوعة على الشباب وفي مقدمتها التعاطي مع الشأن السياسي واقترحت محدثتنا في هذا السياق توسيع دائرة المستفيدين من مثل هذه الدورات لتشمل اكبر عدد ممكن من الشباب التلمذي خاصة.
زهر الدين علوي تلميذ 2 آداب بمعهد حي السرور اشار إلى ان مشاركته مكنته من فرصة للاندماج والتواصل مع زملائه في اطار حواري هادف ناهيك عن الاضافات التي تحققت له في المجالات السياسية والدستورية من خلال محاورة المختصين ونواب المجلس التأسيسي. زهر الدين اشار من جهة اخرى إلى انه تمثل حقيقة دور المجلس التأسيسي وطبيعة الحوارات الدائرة فيه حول كتابة الدستور وما فيها من ثراء واختلافات. أما اميرة جدلة التلميذة بالسنة 4 آداب بمعهد ابو القاسم الشابي فقد اشارت إلى انها تشارك لأول مرة في مثل هذه الدورات وهو ما مثل لها فرصة مميزة للتواصل مع الاخرين والتعرف على المجلس التأسيسي عن قرب من خلال مهامه مضيفة ان الدورة مكنتها من امتلاك القدرة على الحوار والاحتجاج أما زميلتها بنفس المعهد عفاف مرزوقي فقد اكدت ان مشاركتها في هذه الدورة مكنتها من الاقتراب من عالم السياسة الذي لم تكن تعرف عنه شيئا في السابق وهو ما دعم ثقافتها العامة ودعت محدثتنا إلى تنظيم لقاءات وندوات مماثلة في المعاهد تشمل اكبر عدد ممكن من التلامذة تعميما للفائدة. التلميذة وداد زروق 4 آداب بمعهد ابو القاسم الشابي عبرت عن سعادتها بهذه المشاركة التي اشارت إلى انها جعلتها تشعر ان لها دورا ومكانة في المجتمع مضيفة انها استفادت كثيرا من خلال التعرف على المجلس التأسيسي وكيفية صياغة الدستور معبرة عن املها في ان تنظم مثل هذه اللقاءات في المعاهد في اطار نواد مختصة في الثقافة الدستورية.