دعاء صيود.. طفلة تبلغ من العمر ثماني سنوات.. تلميذة متفوقة ومجتهدة تدرس بالسنة الثالثة ابتدائي بمدرسة «فرحات حشاد» بمدينة برجيش أصيبت منذ صغرها بمرض نادر على مستوى العمود الفقري، هذا المرض النادر أصبح يهدد حياتها في أية لحظة. محمد صيود والد الطفلة دعاء زارنا في مكتب «الشروق» بالمهدية محملا بملف طبي ثقيل وروى بتأثر بالغ معاناة فلذة كبده الصغيرة قائلا «اكتشفنا مرض دعاء وهي في سنتها الأولى عندما لاحظنا اعوجاجا طفيفا على مستوى عمودها الفقري، فعرضناها على عدد من الأطباء الذين طمأنونا في البداية على حالتها الصحية، ونصحونا بحصص في التمسيد الطبيعي لكنها لم تجد نفعا، فاتصلنا بأحد الأطباء بمستشفى «سهلول» بسوسة فأشار علينا بضرورة إجراء عملية جراحية دقيقة غير أن حالتها لم تتحسن بعد العملية.
وأضاف حالة ابنتي ازدادت سواء مع مرور الأيام والسنوات، فقد ارتفعت درجة الاعوجاج في العمود الفقري من 4 درجات إلى أكثر من 120 درجة وهوما أفقدها القدرة على المشي في مرحلة أولى، بل أصبح يمثل خطرا على حياتها بالنظر إلى حدة التقوّس في العمود الفقري التي يمكن أن تؤثر على رئتيها وبقية أعضائها الداخلية. وعندما سُدّت في وجوهنا كل أبواب شفائها أنا ووالدتها بعد أن عرضنا حالتها على أكثر من طبيب في تونس يقول السيد فوزي التجأنا إلى بعض الأطباء المختصين في فرنسا فأشاروا علينا بالتوجه إلى دكتور تونسي مختص في مستشفى الأطفال بباب سعدون الذي أجرى لها عملية جراحية ثانية لم تكلل بدورها بالنجاح، ثم ثبّتوا لها آلة لشدّ العمود الفقري لم يغير شيئا من حالتها وهوما اضطرنا إلى الاتصال بأحد المختصين في مستشفى مدينة بوردوالفرنسية الذي وافق على إجراء العملية، وأرسل إلينا تشخيصا لحالتها وكلفة مختلف مراحل العملية التي بلغت زهاء 47 ألف يوروأي ما يعادل حوالي 100 ألف دينار تونسي.
ويتابع السيد فوزي حديثه بدموع تترقرق في عينيه قائلا « اثر حصولنا على موافقة مستشفى بوردو، ونظرا للتكاليف الباهظة للعملية فقد قدمنا ملفا إلى مصالح الصندوق الوطني للتأمين على المرض (الكنام) لمساعدتنا في تكاليف العملية إلا أن مطلبنا قوبل بالرفض بدعوى إمكانية إجراء العملية في تونس مما أدخلنا في دوامة من الحيرة خاصة وأن دعاء فقدت القدرة على المشي، وحياتها أصبحت مهددة، بل إننا نراها تموت في اليوم ألف مرة.
وختم والد دعاء حديثه بمناشدة وزارة الشؤون الاجتماعية، ووزارة الصحة، والسلط الجهوية، وأصحاب القلوب الرحيمة بالتدخل لإنقاذ ابنته من هذا المرض الذي حوّل حياتها وحياة عائلتها إلى جحيم لا يطاق، مرددا والعبرات تخنقه.. من يرحم هذه الطفلة المتميزة والمتفوقة في دراستها؟، من يخلصني من حالة العجز التي أتخبط فيها وأنا العامل البسيط، والكافل لأسرة تتركب من 5 أفراد، وأعيش في مسكن على وجه الكراء.. فهل من مجيب يدخل الفرحة في نفوس عائلة فقدت البسمة منذ سنين؟