على فراش المرض بقسم الأطفال بمستشفى ابن الجزار بالقيروان، قضت الطفلة صابرين الخنشولي قرابة نصف عمرها. مرضها النادر حير الأطباء، عديد العمليات الجراحية، تحاليل، بحثا عن متبرعين ينقذون حياتها. مرض مزمن وحزن مزمن، وجه شاحب حرم ضحكتها لون البراءة ومرض حرمها اللعب مع الأطفال. الطفلة صابرين الخنشولي (ثلاث سنوات من العمر)، قضت منها 16 شهرا داخل المستشفى. مرضها المزمن يتطلب متابعة لصيقة ورعاية مستمرة. والدتها تقيم معها داخل القسم وقد سمح لها الأطباء بذلك بشكل استثنائي نظرا لحاجة الطفلة الى والدتها التي أصبحت منذ أشهر تقيم بالمستشفى بعيدا عن منزلها.
المرض الذي حرم صابرين البسمة وعفوية الطفولة هو نقص المناعة بسبب فقر الدم ونقص في الكريات البيضاء والحمراء و«الصفائح» حسب تعبير الطبيب المباشر لحالتها.
كانت المناسبة تظاهرة احتفالية نظمتها جمعية التكافل للإغاثة والتنمية في قسم الاطفال بالمستشفى، قامت خلالها بتوزيع الهدايا على الأطفال ومشاركتهم لحظات من الفرح واللعب والغناء والرقص وهم في حاجة الى هذه المبادرة الحسنة.
وقد أكدت احدى عضوات الجمعية انها ستعمل على ايجاد متبرع لصابرين بنخاعه الشوكي رغم ان الطبيب اكد انه من النادر العثور على متبرع لها وان الفرصة تتوفر مرة واحدة بين مليون شخص. مؤكدا أنه الحل الوحيد لانقاذ حياة صابرين من مرضها.
وعن خطورة حالتها قال طبيبها انها تحتاج الى عناية لصيقة. حيث يخشى عليها من الجرح او النزيف الذي يفرغ جسمها من الدم وهذا بسبب نقص «الصفائح» التي تساهم في تجميد الدم عند النزيف. وأكد من غير الجدوى السفر الى الخارج وان علاج صابرين يكون بالأدوية التي تساعدها على العيش والتدخل عند الاقتضاء. مضيفا انه لا يوجد غذاء معين يمكن ان يخفف المرض. ولكن لا شك انه لكل داء دواء كما جاء في الاثر. ولا شك ان هناك متبرعا يمكن ان ينقذ حياة صابرين حتى وان كان واحدا من بين مليون.
وعلى الجهات الطبية والجمعيات ان تجتهد وعلى الناس ان يتبرعوا لأن هناك نقصا في عدد المتبرعين وهو ما يجعل أطفالا كثرا مثل صابرين يعيشون معاناة صحية منذ نعومة أظفارهم ويحرمهم المرض من اللعب. فمن يدخل عليهم الفرحة والسرور؟