تتحول اليوم الأحد فرقة من الضفتين للمسرح بإدارة المخرج حافظ خليفة الى بغداد للمشاركة في الدورة الأولى للمهرجان الدولي لمسرح الشباب العربي الذي تنطلق فعالياته غدا الاثنين 5 نوفمبر وتتواصل حتى يوم 14 نوفمبر. وستقدم فرقة فن الضفتين في هذه التظاهرة عملها المسرحي المتميز «طواسين» عن نص للكاتب ابراهيم بن عمر واخراج حافظ خليفة علما وانه وقع الاختيار على هذه المسرحية اثر مشاهدتها من طرف لجنة مختصة لاستيقاء أفضل العروض المسرحية التي كانت قد حضرت فعاليات الدورة الأخيرة لأيام قرطاج المسرحية.
وقد أعد المهرجان الدولي لمسرح الشباب العربي ببغداد عديد الأنشطة التي لها علاقة بالشأن المسرحي في الوطن العربي، المسابقات الرسمية سيكون حضورها بارزا في هذه التظاهرة، ولا غرابة ان تتجه الأنظار بشكل كبير الى مسرحية «طواسين» كواحدة من أبرز الانتاجات المسرحية التي تشرّح برؤية درامية الراهن العربي اليوم اعتمادا على الموروث الحضاري والفكري... ف«طواسين» تستحضر الفكر الصوفي لتكتب صفحة جديدة لهذا الفكر من خلال نقاش وحوار وتشريح للواقع المعاصر بلغة درامية تجمع بين الألم والأمل.
طواسين التي ألفها ابراهيم بن عمر جمعت أساطين التصوّف الحلاج وابن عربي وابن قرمط والسهروردي الى جانب ابليس لأجل اقامة دولة.. كل حسب ما يحمله بداخله من قناعات ومواقف فكرية... فيها من التناقض الى حد الصدام الشيء الكثير... وفيها من التوافق الى حد الانصهار التام في المشروع.
وقد سبق ل«طواسين» التتويج بالتاج الذهبي في مهرجان المسرح العربي بمدينة براقي الجزائرية وجائزة أفضل عمل لمهرجان النكور الدولي المتوسطي بمدينة الحسيمة المغربية ونالت شرف المشاركة في الدورة الفارطة لمهرجان أيام قرطاج المسرحية والمهرجان الدولي بالحمامات والعديد من المهرجانات المسرحية المختصة الاخرى على الصعيد الوطني.
أما بالنسبة للمخرج حافظ خليفة فإن «طواسين» تمثل اضافة إلى رصيده الفني في المجال المسرحي ضمن مشروع مترابطة أطرافه يناقش فيه قضايا الانسان من خلال انتاجات تنتصر للفكر المستنير ك«جواع المحبة» و«زريعة ابليس» و«حس الڤطا». وها هو يواصل بعد «طواسين» العمل في ذات الاتجاه بمعية رفيق دربه الكاتب المسرحي ابراهيم بن عمر حيث يعمل الاثنان على اعداد مشروع مسرحي جديد يحمل «الخوارج» عنوانا له فيه بحث ورصد وفضح لكل هذا التصدّع الذي يعيشه عالمنا العربي اليوم وما تعتريه من ظواهر بعد الربيع العربي.