مع بداية موسم جني الزيتون تبرز الصعوبات وكأنها تطرح للمرّة الأولى. مشكل مصبات المرجين يفسد الفرحة بالصابة التي تراجعت هذا الموسم. لكن وجب على جميع الجهات المعنية التدخل العاجل. حيث إنتظمت جلسة عمل بمقر الولاية تحت إشراف والي القيروان وبحضور المعتمدين والمندوب الجهوي للفلاحة ووكالة حماية المحيط والتجارة وعدد من ممثلي خلايا الإرشاد الفلاحي ورئيس الغرفة الجهوية للمعاصر، وممثل الاتحاد الجهوي للفلاحة، خصصت للنظر في الاستعدادات الخاصة بموسم الزيتون.
حسب التقديرات الأولية لمندوبية الفلاحة فإن تقديرات الصابة لهذه السنة تقدر ب 105 ألف طن أي ما يقارب 21 ألف طن من زيت الزيتون وهي أقل من السنة الفارطة بدرجة ضئيلة ويعود هذا النقص الحاصل إلى إرتفاع درجات الحرارة ونقص الأمطار. وتتصدر معتمدية بوحجلة قائمة الإنتاج بإعتبارها حائزة على نسبة 30% من الصابة. ويبلغ عدد المعاصر التي تشتغل بنظام السلسلة المتواصلة 64 معصرة من جملة 117 معصرة و يوفر الموسم طيلة 3 أشهر 900 ألف موطن شغل بمعدل 13 عاملا لكل معصرة.
المدير الجهوي لوكالة حماية المحيط أثار نقطة هامة وهي من الاشكاليات التي تمثل عائقا يؤثر على الجوانب الاجتماعية والبيئية والمتمثلة في تصريف مادة المرجين وعدم تهيئة المصبات الجماعية وفقا للشروط الفنية والبيئية المعمول بها ما عدا معتمدية حاجب العيون أما البقية فتشكو إشكاليات وخاصة المصب الخاص بمعتمدية الشبيكة في حين تفتقر معتمديات أخرى إلى مصبات على غرار معتمدية حفوز ونصرلله والعلا مما يضطر اصحاب المعاصر الى تصريف المرجين في مصب بوحجلة و قد أثر تصريف هذه المادة على محطة التطهير ونوعية المياة المعالجة.
الوالي دعا الى العمل على حسن إستغلال صابة الزيتون كما نوه بقيمة مادة المرجين الذي يمكن استثماره وتوظيفه والاستفادة منه وبحث تصورات كيفية استغلالها (وفق مقاربة مختصة) بالتنسيق مع معهد الزيتونة وعديد الجمعيات البيئية فتتفادى ما يمثله من مصدر إزعاج ليتحول الى مؤشر نجاح الموسم مع إقتراح تنظيم ندوة جهوية في الغرض.مسألة التلوث الناجم عن مصبات المرجين على غاية من الأهمية وتتطلب تكاثف الجهود من أجل تغيير العقلية خاصة وأن العهدة في هذه الاشكالية تعود على الملوث وهو صاحب المعصرة من هنا نتحدث عن تحديد المسؤوليات وتطبيق كراس الشروط والسعي إلى إيجاد مستثمرين في هذا المجال وهي مسؤولية جماعية على المجتمع المدني التفكير فيها مطولا بعيدا عن بداية الموسم.