تجري الاستعدادات حثيثة لإنجاح موسم جني الزيتون بولاية الكاف وذلك بمراقبة المعاصر وحث أصحابها على تهيئتها وتنظيف آلاتها ومعداتها وعدم استعمال أكياس البلاستيكية حفاظا على صحة وسلامة المحيط قصد الحصول على إنتاج زيت رفيع. يقول السيد عبد الكريم الحيدري «مهندس أول» بالاتحاد الجهوي للفلاحين بالكاف أن موسم جني الزيتون سينطلق يوم 10نوفمبر الجاري و سيتواصل إلى شهر فيفري 2013 وقد تم تحديد سعر جني الزيتون ب100 مليم للكيلوغرام الواحد وسعر بيع ب 600مليم للكيلوغرام الواحد وتبلغ المساحة الجملية لقطاع الزيتون بجهة الكاف 42 ألف هكتار ويتوقع إنتاج زيت الزيتون لهذا الموسم سيكون حوالي 16500 ألف طن.
أما بالنسبة الى اليد العاملة فقد أكد السيد الحيدري أن الأمر يحتاج إلى توفير 2400 عامل أي ما يعادل 200 ألف يوم عمل ونظرا إلى أن هذا العدد من العمال غير موجود يستوجب على السلط الجهوية تشريك عملة الحضائر حتى تتم عملية جني الزيتون في ظروف طيبة لأن جهة الكاف توجد بها 13معصرة منها 6 عصرية ذات نظام متواصل و6 تقليدية وواحدة ذات نظام ضغط عالي ستوفر 347 طنا يوميا ويستوجب على أصحاب هذه المعاصر عدم قبول الزيتون في أكياس بلاستيكية بغية الحصول على زيت ذو جودة عالية.
ويضيف السيد الحيدري أن قطاع الزياتين بجهة الكاف بقي مكبلا بالتقاليد الموروثة المتمثلة في غراسة شجيرات قليلة للتبرك بها ثم يتركها مهملة للحيونات ولم يتخلص الفلاح بولاية الكاف من هذه التقاليد إلا خلال السنوات الأخيرة على يد بعض الفلاحين الشبان الذين أولوا اهتماما بالغا لهذا القطاع وخصصوا له مساحات من أراضيهم إلا أنهم لم يجدوا التشجيع الكافي الذي يحفزهم على مواصلة السير في هذا الميدان.
وتطرق السيد الحيدري إلى العراقيل التي تعترض الفلاح خلال جني الزيتون ونقل الإنتاج إلى المعاصر والتي عادة ما تكون مكتظة جدا في مثل هذه الأيام الأمر الذي يجبر الفلاح قسرا على بيع كميات الزيتون لصاحب المعصرة بسعر زهيد لا يغطي مصاريفه ,هذا إلى جانب النقص الحاصل في الإرشاد الفلاحي الذي يكاد يكون مفقودا مما جعل الفلاح يتغافل عن مداواة زياتينه التي تضررت من جراء آفة يطلقون عليها اسم»النيرون» وهي تصيب جذوع الشجرة والأغصان والأوراق وتخلف أضرارا كبيرة في إنتاج الزيتون ويمكن القضاء عليها برش الأشجار خلال فصل الشتاء بعد تقليمها بمبيد الحشرات وهذا لا يتم إلا بمساهمة الدولة باعتبار أن جودة زيت زيتون بجهة الكاف يجعله يلقى رواجا كبيرا لدى المستهلكين بالجهة وعند بعض الفلاحين من المدن الساحلية الذين يقبلون على اقتنائه قصد مزجه بزيوتهم حتى تكون قابلة للتصدير.