بعد واحد وثلاثين عاما من وفاته صدر الجزء الاول من الاعمال الكاملة للأديب الموسوعي محمد المرزوقي الذي كانت اعماله في مجال التراث الشعبي وغيره من المباحث بمثابة المراجع التي لا غنى عنها. ورغم غزارة إنتاجه وعطائه الذي فاق الأربعين كتابا والأربعين مخطوطا فضلا عن المسرح والسينما والأغاني والبرامج والتمثيليات الإذاعية لم يلق المرزوقي ما يستحق من اهتمام رغم كل دعوات محبيه والمؤمنين بعبقريته وتميزه الى ان قرر الأستاذ محمد رؤوف الباسطي اصدار اعماله الكاملة عندما كان وزيرا للثقافة .
الجزء الاول من الاعمال الكاملة صدر هذه الايام عن دار محمد علي الحامي العربية بصفاقس بدعم من وزارة الثقافة وستكون هذه الاعمال في اجزاء متتالية وقد قسم الجزء الاول الذي حققه وقدمه نجله الدكتور رياض المرزوقي للمعارك والأبطال وهو مبحث أساسي في مسيرة محمد المرزوقي إذ كرس الجزء الأهم في حياته الى تتبع سير ابطال الحركة الوطنية مثل الدغباجي ومنصور الهوش وأبطال ثورة المرازيق الذين خصص لهم كتابا بالاشتراك مع المرحوم علي المرزوقي.هذا الجزء الاول الذي صدر في 420 صفحة تضمن كتاب «الشعر الشعبي والانتفاضات التحررية» وكتاب «علي بن خليفة النفاتي» والكتاب الثالث «الدغباجي» والكتاب الرابع «الشهيد مصباح الجربوع» ويعتبر صدور هذا الجزء لفتة تكريمية لهذا الباحث الاستثنائي الذي كرس حياته لخدمة الثقافة الوطنية وجمع شتات الذاكرة وكم نرجو ان يكون صدور هذا الجزء الاول بداية اهتمام حقيقي بمحمد المرزوقي الذي لاقى تجاهلا رسميا بعد وفاته فالملتقى الذي يحمل اسمه اندثر ولم يتم تخليده بنصب تذكاري في مدينته مثل ما احتفت مدن اخرى بإعلامها. محمد المرزوقي ذاكرة ثقافية خصبة وعلم لا يمكن ان يرحل وان غاب! انه مزروع في التربة التونسية من الصحراء الى البحر ومن الشمال الى الجنوب ، مزروع في الاغاني والمسرح والأدب والسينما. نورالدين بالطيب