عاشت مدينة قفصة صبيحة امس على ايقاع حراك شعبي كبير التحمت خلاله مختلف فصائل الجبهة الشعبية ووجوه عن المجتمع المدني ونقابيين وحقوقيين وبعض الاهالي وعاطلين عن العمل بالإضافة الى بعض اهالي الموقوفين في التحركات الاخيرة وعدد من عمال الحضائر. كما شارك في الحراك جرحى الثورة في تعبيرات مختلفة جمعها مطلب وحيد وهو التنمية الجهوية العادلة والتشغيل .
وقد اختارت الجبهة الشعبية ان تطلق على يوم امس اسم يوم العزة لقفصة حيث انتظم تجمع شعبي كبير داخل الحديقة العمومية حيث القى بعض رموز الجبهة في قفصة مداخلات اكدوا خلالها على احقية الجهة في التنمية العادلة وكذلك الحرص على تفعيل 20% من عائدات الفسفاط الى المشاريع التنموية بالجهة وتم التأكيد ايضا على اللامبالاة من طرف الحكومة على حد اعتبارهم امام الغلاء الصاروخي للأسعار واتساع دائرة الفقر والخصاصة بمختلف معتمديات قفصة التي شهدت بدورها بعض الحراك الذي دعت اليه الجبهة على غرار معتمدية الرديف بالخير زانوش المتلوي وغيرها من المناطق سواء بالاحتجاج او بالاعتصام ثم انطلقت مسيرة حاشدة جابت الشارع الرئيسي للمدينة وقد توقفت امام مقر النهضة ورفعت عديد الشعارات وهو ما اثار بعض انصار النهضة الذين تواجدوا بأعداد محترمة امام مقرهم وقد حدثت بعض الملاسنات والمشاحنات من هذا الجانب وسرعان ما طوقها قياديو المكتب المحلي لحركة النهضة وكذلك اطراف من انصار الجبهة الشعبية ثم تواصلت المسيرة وتوقفت من جديد امام منطقة الامن الوطني حيث رفع شعار «الشعب يريد امنا جمهوريا» وتواصلت المسيرة الضخمة التي شارك فيها جميع الشرائح الاجتماعية، وكذلك بعض الوجوه من المجلس التاسيسي على غرار النائب نجيب كحيلة ثم توقفت المسيرة من جديد امام مقر الولاية حيث رفعت عديد الشعارات منها «بن علي في السعودية والسياسة هي هي « حكومة بلا تشغيل تمشي تستقيل».
وقد تميز الحراك هذه المرة بحسن التنظيم حيث تم تسهيل حركة المرور وكذلك تم اجتناب الاستفزازات كما لاحظنا منذ الصباح الباكر تعزيزات امنية كبيرة امام مركز الولاية ولم نسجل اي تدخل او ردة فعل من طرف العناصر الامنية. وقد توجت المسيرة بنصب خيمة بالقرب من مركز الولاية للمطالبة ب: تخصيص جزء من عائدات الفسفاط للتنمية والاسراع بادخال اصلاحات عاجلة على الصحة والغاء مديونية صغار الفلاحين وتحسين البنية التحتية للمدينة والضغط على الاسعار وتوفير مواطن شغل للعاطلين عن العمل واعادة نشاط مطار قفصة والإسراع بإتمام الطريق الحزامية وتوفير مساكن شعبية لضعفاء الحال ...مطالب عديدة لخصها الناشط في الجبهة وحزب العمال عمار عمروسية الذي اشار في رده على سؤال «الشروق» حول الاكتفاء فقط بالمسيرات والتنديد فأضاف ان الجهة ستأخذ عديد الاشكال النضالية لعل ابرزها الاعتصام المفتوح حتى تلبية المطالب ومنها ايضا اعفاء والي قفصة من مهامه بعد عجزه عن فض اشكالات التنمية في الجهة على حد قوله.
واضاف ان الاضراب الجزئي لم يكن ناجحا وقال ايضا ان على اتحاد الشغل تحمل مسؤوليته وعليه ان ينحاز الى الشعب لا ان يكتفي بالمتابعة والمراقبة.
اعتصام في بلخير
وفي مكان آخر من قفصة نفذ مجموعة من عمال الحضائر والمعطلين عن العمل اعتصاما امام معتمدية بلخير صباح امس دعت اليه الجبهة الشعبية في اطار الحراك الحاصل في ما سمي بيوم العزة لقفصة.