«طائف جديد في سوريا» على الشاكلة اللبنانية هو مضمون المقترح الروسي لتسوية الأزمة في الشام فيما كشفت مصادر إعلامية مطلعة عن تكثيف الدوحة والرياض دعمهما المالي للمقاتلين السوريين الراديكاليين. أوضح مصدر مطلع في المعارضة السورية لصحيفة «الأهرام» أن «روسيا تسعى حاليا للترويج لحل للأزمة السورية يقوم على أساس تشكيل حكومة جديدة، تضم وزراء من النظام والمعارضة معا، على أساس المحاصصة الطائفية، أو من خلال اتفاق جديد على غرار اتفاق الطائف في لبنان».
وزيرا الداخلية والدفاع... علويان؟
وكشف أن «أحد المقترحات هو أن يتم تشكيل حكومة يكون فيها وزيرا الدفاع والداخلية من النظام ومن الطائفة العلوية كضمان لهذه الطائفة، على أن يكون باقي الوزراء من المعارضة، وأن يبقي الرئيس بشار الأسد في السلطة حتى نهاية فترته الرئاسية الحالية في2014».
وأضاف أن «هناك اقتراحا آخر بتوقيع اتفاق سوري مماثل لاتفاق الطائف، ويقضي بأن يكون رئيس الجمهورية من الطائفة العلوية، بينما يكون رئيس الوزراء سنيا مع منحه سلطات رئيس الجمهورية، على أن «تتم الدعوة الى انتخابات مبكرة لتشكيل حكومة جديدة، وأن يظل الأسد حتى نهاية دورته الحالية أيضا». وأكد المصدر بشكل قاطع أن «المعارضة السورية لا سيما الفصائل العسكرية منها سوف ترفض أي اتفاق أو مبادرة لا تنص على خروج الأسد من السلطة».
تمويل سعودي قطري للتكفيريين
في هذه الأثناء, كشفت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية عن التمويل القطري والسعودي للمجموعات الأكثر تشددا ضمن المعارضة السورية المسلحة بعد أن أماطت صحيفة نيويورك تايمز» الأمريكية اللثام عن وصول أسلحة الى الجهاديين في سوريا.
وفي تقرير للكاتب ديفيد سانغر تحت عنوان «تدفق الأسلحة إلى سوريا يعزز الجهاديين»، يكشف أن معظم الأسلحة إلى الجماعات المتمردة التي تقاتل حكومة الرئيس السوري بشار الأسد تصل إلى الجهاديين الإسلاميين المتشددين، وليس إلى جماعات المعارضة العلمانية حسب زعمه التي يريد الغرب تمكينها.
ويثير هذا الاستنتاج، الذي يعلمه الرئيس الأمريكي باراك أوباما وغيره من كبار المسؤولين من خلال التقييمات السرية للصراع السوري الذي أسفر حتى الآن عن سقوط أكثر من 25 ألف قتيل، الشكوك حول ما إذا كانت إستراتيجية البيت الأبيض للحد من التدخل في الصراع قد حققت الغرض المقصود منها في مساعدة المعارضة «الديمقراطية» أم أنها زرعت عوضاً عن ذلك بذور التمرد المعادي للولايات المتحدة في مستقبل سوريا.
واوضح التقرير أن الولاياتالمتحدة لا ترسل الأسلحة بشكل مباشر إلى المعارضة السورية، ولكنها توفر المعلومات الاستخباراتية وغيرها من أنواع الدعم لشحنات الأسلحة الخفيفة.
واشارت التقارير السرية إلى أن شحنات الأسلحة تذهب على نحو كبير إلى الإسلاميين المتشددين، وبحسب الصحيفة، فإن المسؤولين الأمريكيين يحاولون فهم السبب الذي جعل الإسلاميين المتشددين يحصلون على النصيب الأكبر من الأسلحة المقدمة إلى المعارضة السورية من خلال ممرات غامضة دون وجود وسيلة فعالة لفحص المجموعات التي تتلقى هذه الأسلحة.