* شعر (شمس الدين العوني) تونس 2003 أتلمّس عطورا محفورة على الجدران... ظلال الفراشات وهي ترقص في الحقول... هكذا، أتوغّل في ذاكرتي فتلسعني حمّى الذكريات. أدخل باحة المكان ليبادرني صمتي بالحنين... يهمّ بي فيأخذني صمت المرايا، عندها أصغي فأرى العناصر تركض وتركض في أرض مذعورة. تأتي... هي (التي) تأتي محمّلة بالعبارات في سحرها المصقول، ترتدي العشق ومن فرطه تنصرف العطور الى جهاتي... أفتعل لهوا مثل أطفال الحدائق، لكنّها تباغتني فيأخذني بذخ الأنوار... تأتي هكذا... تعلن عريها فتضطرم عناصري... شاسعة هذه النعومة عندها. أتحسس فخارا تشدو به تلك الدقائق... حبّات مطر تنقر خلف النافذة وداعة المشهد. أقضم شهوتها وأطفئ هوة في جنون فترتخي في عذوبة فائقة. ...... يا لهذا البهاء الزاخر بالموسيقى. كانت أشجار قد تشابكت وأزهار أخرى أينعت بفعل المياه وطيور رفرفت أجنحتها أطلقت أسماءها هناك في السماء. تركض العناصر في مكان... وأعضاء تتدافع في خيال أُلهج بالصور فتخرّ مدن وتواريخ وأحلام... هذيان... جسدان في عزلة واحدة، كون من الحبّ، شهوات أفعى من جمال، غبطة الأخطاء، شغف النواقيس وهي تدقّ أجسادها معلنة صمت المكان... إنها تأتي بالعبارات وهو يفتعل اللّهو (...........) القصيدة...