وسط حركة الزوار لمعرض تونس الدولي للكتاب، كان لجمهور النص المسرحي يوم الثلاثاء الفارط لقاء مع الأستاذ محمد المديوني حيث تحدث فيه عن اشكالية النص المسرحي المنشور ضمن المؤلف (الكتاب) والنص المسرحي المقدود على قياس الركح في لحظة معيّنة ومن أجل لحظة بذاتها.. قدّم المديوني سلسلة صدرت في اربعة مجلدات تحتوي على «الرصيد المسرحي التونسي» من حيث النص المضمّن في اثر (الكتاب).السلسلة التي اصدرتها وزارة الثقافة قال عنها صاحبها انه فخور بها ويعتزّ بها مشددا على أن هذا «مشروع مؤسس (...) اذ بدون نصوص لا يمكن ان نتحدث عن مسرح» يقول محمد المديوني...تناول هذا العمل الذي قدّمه في ندوة على هامش المعرض الدولي للكتاب، الأستاذ محمد المديوني من خلال أربعة كتّاب مسرح. بدأ العرض بالكاتب سمير العيادي مصنّفا اياه في المرتبة الاولى من حيث كمّ الصفحات التي خصصها للمسرح في كتبه المتعاقبة حيث نجد في حصيلة الرجل ما لا يقلّ عن 1500 صفحة...
ويأتي الكاتب الأديب مصطفى الفارسي حيث يبيّن كيف أنه وفي المجلد الاول لما كتب اشترك في النص مع رفيق دربه التيجاني زليلة، فيما ينفرد الفارسي بالمجلد الثاني، حيث يبيّن المحاضر من خلال المجلدات التي يقدّمها تحت عنوان : الأعمال المسرحية الكاملة للمسرح التونسي، مبيّنا كيف ان الفارسي ينتمي الى جيل لم يكتف بكتابة النص المسرحي الأدبي بل كان مؤسسا ل «لجنة الدفاع عن المسرح التونسي سنة 1940».
العلم الثالث من أدباء تونس وكتّاب المسرح كان «حسن الزمرلي» حيث يكشف صاحب المداخلة ان المنصف شرف الدين قد ساعده على جمع عدد من النصوص للزمرلي، فيما تولى فرج شوشان جمع النصوص مع صاحب العمل بخصوص أثر سمير العيادي وقدّم العمل عبد الرؤوف الباسطي بوصفه صديقا لسمير ومثقفا تونسيا لا كوزير وقتها..
الأثر الرابع الذي قدّمه محمد المديوني الأستاذ بالمعهد العالي للمسرح، بإمضاء توفيق عاشور وعزالدين قرواشي... أما المجموعة الخامسة فهي تعنى بأعمال الرواد ممن ليست لهم أعمال كثيرة مثل السقانجي والمدني... ومحمد الحبيب ومحمد الجعايبي وعلي الدوعاجي وأحمد مختار الوزير.حرص محمد المديوني على وضع سؤال حيرة يتمثل في أنه حسب تعبيره «لا أفهم لماذا سكنت في أذهان الطلبة فكرة الارتجال» على أساس أنها ظاهرة تستغني عن النص في حين ان الايطاليين مثلا يكون الركح... في خدمة النص.. وأضاف: أقول نعم للارتجال ولكن للنص أسبقية..المديوني بيّن ان هذه الأعمال التي جمعها في مجلدات اربعة، هي سلسلة تسعى الى وضع النصوص حتى لا يقال أن ليس هناك آلية..