كشف حلف شمال الأطلسي أمس عن توفر خطط عسكرية للدفاع عن حليفته الأساسية تركيا في وجه سوريا في وقت رفع فيه القادة العسكريون البريطانيون «الفيتو» ضد رغبات رئيس الوزراء ديفيد كاميرون التدخل العسكري في أرض الشام. قال أندرس فوغ راسموسن، أمين عام حلف شمال الأطلسي «ناتو»، إن الحلف سيدافع عن تركيا التي قامت بالرد على قذائف مورتر أُطلقت من سوريا، وسقطت داخل حدودها. خطة للدفاعوأكد، خلال اجتماع للحلف في براغ أمس الاثنين، أن «الناتو» سيبذل ما يلزم لحماية حليفته تركيا والدفاع عنها، مضيفًا: «لدينا أكثر من خطة موضوعة للتأكد من إمكانية الدفاع عن تركيا ونأمل أن يكون ذلك رادعًا أيضا حتى لا تتعرض تركيا لهجمات».
وأشاد راسموسن بالاتفاق الذي وقعته جماعات معارضة سورية أول أمس الأحد بنبذ خلافاتها وتشكيل ائتلاف جديد.في هذه الأثناء , سخر الصحفي الأمريكي توماس فريدمان من سياسة تصفير المشاكل مع الجيران التي أعلنها وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو معلنا نعيه لهذه السياسة وتحولها إلى مشكلة مع الجيران.
وفي حوار مع صحيفة «ميللييت» التركية نشرته أمس صحيفة «السفير» اللبنانية شدّد فريدمان على أن الأزمة في سوريا لن تحل إلا بالحوار، متسائلاً ما إذا كانت الحكومة في تركيا تسرعت باتخاذ مواقف مبكرة ضد سوريا وأضعفت دورها كوسيط أم أنها تعرضت لضغوط من الولاياتالمتحدة وهي نادمة عليها الآن.واعتبر أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما سيتفرغ بالكامل للشأن الاقتصادي في بلاده ولن يكترث بالمطالب التركية ضد سوريا ولهذا على الحكومة التركية ألا تنتظر شيئاً من واشنطن بشأن سوريا.واستدرك فريدمان بأن واشنطن لن تنقطع تماماً عن العالم ويجب عليها أن تثق بشركائها لحل المشكلات في الشرق الأوسط.
فيتو ضد «كاميرون» وفي سياق متصل بالتسخين البريطاني لضربة عسكرية ضد سوريا , ذكرت صحيفة (صن) في عددها الصادر أمس الاثنين، أن جنرالات الجيش البريطاني رفضوا خطة رئيس وزراء بلادهم ديفيد كاميرون إرسال قوات بريطانية إلى سوريا، ما وضع الأخير في مسار تصادمي مع قادته العسكريين.
وقالت الصحيفة إن كاميرون أمر قادة الجيش البريطاني بوضع مجموعة من الخيارات العسكرية، بما في ذلك إنشاء مناطق آمنة لحماية المدنيين السوريين، لكنه يواجه معركة كبيرة بسبب اعتراضهم على هذه الخطوة.وأضافت أن وزيرَي الخارجية والدفاع البريطانيين، وليام هيغ وفيليب هاموند، يُعتقد أنهما يُعارضان أيضاً التدخّل العسكري في سوريا جرّاء اعتقادهما بأن الاحتمالات مختلفة تماماً عن ليبيا لكون الرئيس بشار الأسد يمتلك قوات مسلّحة هائلة فضلاً عن الدعم الروسي.
ونسبت إلى مصدر عسكري قوله إن قادة الجيش البريطاني «لا يريدون التورّط في حرب أخرى في وقت تعمل فيه قواتهم بما يفوق طاقتها».وكان قائد الأركان البريطاني الجنرال ديفيد ريتشاردز قد رجّح احتمال إرسال قوات بريطانية إلى سوريا، وقال في مقابلة أول أمس الأحد إنه «تم وضع خطة طوارئ لرد محدود للغاية إذا ما تدهور الوضع الإنساني في سوريا».
وفي السياق، ذكر تقرير صحفي أن مقاتلات بريطانية يمكن أن تقوم بدوريات في سماء سوريا قريباً، في إطار خطة جديدة بين رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الأمريكي باراك أوباما.وقال التقرير إن المرحلة الأولى من الخطة «تنطوي على إقامة منطقة حظر الطيران ستتولى حمايتها قوات بريطانية وأمريكية وفرنسية، وملاذات آمنة في سوريا وتركيا والأردن».