ساعات قليلة بعد الإعلان عن تأسيس الائتلاف المعارض السوري الجديد نال الأخير بسرعة الاعتراف العربي والإسلامي والدعم الفرنسي والإيطالي فيما طالب رئيس التكتل المعارض بأسلحة نوعية للميليشيات المقاتلة في سوريا الأمر الذي يكشف عن استحضار الغرب للنموذج الليبي في الشام. واعتبرت الجامعة العربية في اجتماعها الليلة قبل الماضية أنّ ما يسمى «الائتلاف الوطني السوري» هو الممثل الشرعيّ للمعارضة السورية.
دعوة للمعارضة السورية
وطالب وزراء الخارجية العرب في ختام اجتماعهم في القاهرة تيارات المعارضة بالانضمام إلى الائتلاف، حتى يكون جامعا لكلّ أطياف الشعب السوري. وفي مؤشر على الإنقسامات العربية تجاه الأزمة السورية، تحفَّظ العراق والجزائر على بيان جامعة الدول العربية فيما امتنع لبنان عن التصويت عليه وبقي متمسكاً بموقفه من الأزمة السورية لجهة النأي بالنفس.
وكانت دول مجلس التعاون الخليجي اعترفت في وقت سابق من أول أمس الاثنين بالائتلاف الوطني السوري بصفته «الممثل الشرعي للشعب السوري». من جهته , اعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس اثر لقائه قادة الائتلاف الوطني السوري أمس الثلاثاء في القاهرة، ان فرنسا «ستدعم» هذا الائتلاف الذي اتحدت تحت لوائه غالبية اطياف المعارضة السورية. حسب زعمه.
وقال الوزير الفرنسي في ختام الاجتماع «الان هم متحدون، هذا مهم جدا (...) فرنسا ستدعمهم». والتقى فابيوس في القاهرة كلا من رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية احمد معاذ الخطيب ورئيس المجلس الوطني السوري، ابرز مكونات الائتلاف، جورج صبرة، كما افاد مصدر دبلوماسي فرنسي.
وشارك الوزير الفرنسي في القاهرة في اجتماع وزاري بين الاتحاد الاوروبي ودول الجامعة العربية. العربي يحث على الاعتراف بالمعارضة
وخلال المؤتمر الأوروبي العربي أعلن نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية دعم الجامعة لاتفاق المعارضة السورية في الدوحة، وطالب الاتحاد الأوروبي بالاعتراف به ودعمه.
وقال العربي في كلمته أمس إن «الدعم الأوروبي يعزز مهمة المبعوث الأممي العربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، خاصة في ظل ما يعانيه الشعب السوري على مدى 20 شهرا من استمرار دائرة العنف التي تدفع هذا البلد نحو الانهيار».
وأردف العربي: «كل هذا يحدث أمام عجز مجلس الأمن الدولي»، واعتبر في الوقت ذاته أن هناك بصيصا من الأمل في مسار الأزمة السورية ظهر بعد اجتماع الدوحة بتشكيل كيان جامع للمعارضة السورية، وهو الكيان الذي تدعمه الجامعة العربية. وفق زعمه.
من جهتها , أشارت بريطانيا على لسان وزير خارجيتها وليام هيغ إلى أنها عازمة في ظل غياب حدوث تقدم في حل الأزمة السورية بمجلس الأمن الدولي على تعزيز دعمها لمجموعات المعارضة السورية.
وتابع: «نحن على استعداد للشروع في محاولة أخرى جديدة، لكن جهودنا لتضمين إتفاقات جينيف وحث مجلس الأمن على أخذ المسؤولية على عاتقه ذهبت في مهب الرياح بسبب روسيا والصين. وليس هناك من شاهد أو دليل أنه في هذه المرة ستكون النتيجة مختلفة».
ويحيل هذا السيناريو العربي إلى ذات السيناريو المعتمد في ليبيا حيث بدأت محاولات إسقاط الدولة الليبية من خلال الاعتراف بالمعارضة الليبية في الجامعة العربية ومن ثمة الانتقال إلى مجلس الأمن الدولي حيث استصدرت قرارات دولية بفرض حظر جوي ضد الدولة.