«يا حكومة عار عار غزّة تنزف نار»، «يا مقاوم يا حبيب أضرب تل أبيب»، «لا صلح لا اعتراف لا تفاوض مع الأعداء» «غزة وسوريا تحت النار» هذه الشعارات وغيرها رفعها أمس عدد كبير من المحتجين والسياسيين وممثلين عن الأحزاب تنديدا بصمت الحكومة على الاعتداءات على غزة من قبل اسرائيل. بدأت مسيرة الاحتجاج لنصرة غزة من ساحة محمد علي من أمام مقر الاتحاد العام التونسي للشغل، حيث اجتمع المئات من المتظاهرين رافعين أعلام فلسطين وسوريا مردّدين شعارات ضد العدوان على البلدين قائلين «سوريا وفلسطين مش للبيع»، و«الشعب يريد تجريم التطبيع» و«ثوار ثوار الشعب المسلح يكمل المشوار»، وكلما ازداد عدد المحتجين الا ووصلت تعزيزات أمنية هائلة انتشرت في الأحياء القريبة لمقر الاتحاد.
عنف
استعملت قوات الأمن الداخلي المتواجدة بساحة محمد علي العنف ضد المتظاهرين وتسببت في عديد الاصابات في صفوف المحتجين مثل «مراد العمدوني» عضو المجلس التأسيسي وعثمان الحاج عمر أمين عام حركة البعث الذي قال في هذا السياق «جريمتنا الوحيدة أننا جئنا لندافع عن حق الفلسطينيين واجتمعنا كسياسيين ومناضلين ومواطنين لنحتج على الحرب التي تشنها اسرائيل على أهلنا في غزة وعندما هممنا بالخروج من أمام مقر الاتحاد متجهين نحو شارع الحبيب بورقيبة لأن عددنا تضاعف ما راعنا الا وقوات الأمن تعتدي علينا بالضرب والشتم» ومن جهتها أضافت أمال الكراي وهي احدى المحتجات اللّاتي تعرضن للضرب المبرح «لقد كنت حاضرة أمام مقر الاتحاد بساحة محمد علي أين تعودنا على النضال وبصراحة توقعت هذا العنف من رجال الأمن ولاحظت منذ بداية المظاهرة أنهم يريدون الاعتداء علينا وفعلا حصل ما كان في الحسبان وانهالوا علينا ضربا وإهانة وكأننا أعداؤهم».
كما قدّم الشاب باديس العبيدي شكوى ضد أعوان الأمن الذين اعتدوا عليه بالضرب واللّكم مما تسبب له في عديد الاصابات ونقول عن هذا «كنت واقفا أمام المركز التجاري البالماريوم وما راعني إلا أن عون أمن تهجّم علي وكنت برفقة أختي وانهال عليّ ضربا في كامل جسدي ثم اصطحبني الى مركز الأمن ليواصل الاعتداء عليّ لذلك قدمت شكوى ضده ولن أغفر له هذه العملية في حقي».
سوريا في الموعد
أعلام فلسطين وسوريا ملأت شارع الحبيب بورقيبة، وحملها المحتجون فوق أعناقهم مردّدين «سوريا ليست للبيع»، وارفعوا أيديكم عن فلسطين وسوريا» وعن هذا قالت «فايزة» وهي نقابية «لقد باعوا الوطن وبدأوا بسورية وتحولوا الى فلسطين وما هو آت أفظع وحكوماتنا صامتة ترفض سنّ قانون يجرّم التطبيع ولكن الشعوب العربية لن تسمح ببيع أرض المقاومة السورية» وتدخل وليد بن عمر أحد الشباب المحتج المنتمي الى الجبهة الشعبية قائلا «باسم الدين باعوا أرضنا، وتاجروا بدماء أشقائنا السوريين والفلسطينيين ولكن هيهات فأرض المقاومة ليست للبيع».
حرق علم اسرائيل
قام المحتجون أمس بحرق علم اسرائيل في شارع الحبيب بورقيبة وسط هتافات وصراخ المتظاهرين، في حين رفعت أعلام فلسطين عاليا وبدأ المحتجون يغنون «وين وين الشعب العربي وين» و«القدس لنا» ثم تعالت الأصوات ممتزجة بالبكاء مردّدة اسم «غزة حرة».
تواجد عدد كبير من الأطفال في مسيرة نصرة غزة حيث جاؤوا برفقة أوليائهم رافعين صورا للأطفال السوريين والفلسطينيين الذين اغتالتهم يد الغدر، وقال حسام وهو طفل صغير يبلغ من العمر 5 سنوات «جئت لأقول لأطفال غزة نحن معكم ودماؤكم دماؤنا».