انتظم مؤخرا لقاء بمقر اتحاد الفلاحين بمدينة تبرسق جمع كل المتدخلين في قطاع زيت الزيتون وذلك لتنفيذ مشروع التعاون التونسي الفرنسي المتعلق بتنمية المؤشرات الجغرافية لزيت زيتون تبرسق، وهي بادرة جيدة بالنظر الى أهميتها الاقتصادية. وتعتبر تبرسق أهم منتج لزيت الزيتون في ولاية باجة إذ يوجد بها 4500 هكتار من غابات الزيتون منها 950 هكتارا زيتون الطاولة والبقية مخصصة للتحويل و607 مستغل, وتتركز بها 11 معصرة زيتون أي ما يعادل 12% من معاصر ولاية باجة.
وفي تقديمه للمشروع التونسي الفرنسي لتنمية المؤشرات الجغرافية، بين السيد محسن بن عبد الله الخبير الدولي في زيت الزيتون أن هذا المشروع يهتم بثلاث منتوجات وهي رمّان قابس ودقلة النور بتوزر وقبلي وزيت الزيتون بتبرسق. وأكد على جودة هذا المنتوج في تبرسق وتميزه عن بقية الزيوت في البلاد التونسية ويعود ذلك لعدة عوامل مناخية كخصوبة الأرض ونوعية التربة وكثرة التساقطات وعوامل تاريخية فغراسة الزيتون متأصلة في تبرسق منذ الفترة النوميدية إلى اليوم. وتشرف على هذا المشروع الوكالة التونسية للتعاون الدولي ومركز البحوث الدولي الفرنسي الذي حضر أحد ممثليه.
أمّا هدفه فيتمثل في تثمين زيت زيتون تبرسق عبر تسجيل المنتوج وحمايته قانونيا من خلال كراس شروط وذلك بعد ضبط مقاييس ومواصفات المنتوج المستهدف مع تحديد مناطق الإنتاج.
أمّا عن الإجراءات التي سيتم اتخاذها لتفعيل هذا المشروع فتتلخص في التعاون بين أهل المهنة من فلاحين وتجار وأصحاب معاصر ومصدرين وذلك عن طريق تكوين مجمعات أو تعاضديات تشرف على كل مراحل الإنتاج من الجني إلى التحويل حتى التعليب وصولا إلى التصدير.
وإذا كانت هذه المبادرة تعتبر مثالية إلى أبعد الحدود فإن تفعيلها على أرض الواقع يتطلب توافقا بين كل الأطراف وتغليب المصلحة العامة والابتعاد عن الحسابات الضيقة.