شرح القيادي البارز في حركة «حماس» الأستاذ أسامة حمدان في لقاء عبر الهاتف مع «الشروق» موقف حركته من التصعيد الاسرائيلي الأخير في غزة مؤكدا في نفس الوقت قدرة المقاومة على إلحاق خسائر موجعة بالاحتلال الصهيوني... وفي ما يلي هذا الحوار. كيف تفسّرون، في قيادة حركة «حماس» التصعيد الاسرائيلي الأخير في قطاع غزة... وماذا عن مدلولاته وأهدافه وتوقيته؟
واضح أن هذا التصعيد الصهيوني الذي خلّف الى حد الآن عددا كبيرا من الشهداء والجرحى كان أبرزهم الشهيد البطل أحمد الجعبري، القائد العسكري الميداني للحركة، يأتي في سياق سعي العدو الى تحقيق 3 أهداف وهي:
1 رغبة الكيان الصهيوني وتحديدا حكومة نتنياهو في تحقيق بعض المكاسب التي تسهل له الحصول على أكبر عدد من الناخبين خلال الانتخابات المقبلة.
2 ليس هناك أي شك في أن الصهاينة ينظرون بقلق كبير الى ما يجري في المنطقة ويقرؤون ما يحدث فيها من تحوّلات ومتغيّرات بشكل يزعجهم لأنه يشكل داعما للقضية الفلسطينية ويعتقدون ان وصول الاسلاميين الى الحكم سيقضي على أحلامهم ومخططاتهم التوسعية..
3 القلق الصهيوني من تعاظم قدرات المقاومة الفلسطينية وتطويرها لأسلحة نوعية قادرة على الوصول الى قلب تل أبيب... ولذلك أرادوا من خلال هذا العدوان العمل على وضع قواعد جديدة للمعادلة في المنطقة ومحاولة رسم سقف جديد وأفق جديد للصراع العربي الاسرائيلي.. وبالتالي نحن نعتقد أنه رغم الخسارة الكبيرة باستشهاد الجعبري رحمه الله فإن هذا لن يضعف الحركة بل سيزيدها صمودا وثباتا وقوة.. وقد باشرت كتائب القسام توجيه ضرباتها البطولية الى الصهاينة.. وأعتقد ان العدو سيكتشف انه قد أخطأ الحسابات بإقدامه على ارتكاب هذه المجزرة الوحشية.
الى اي مدى تمتلك «حماس» القدرة على الصمود في هذه المعركة مع جيش الاحتلال الصهيوني؟
هذه المعركة أرادها الاحتلال واختارها هو لكن المقاومة لديها مفاجآت.. ولديها القدرة على ايقاع خسائر كبيرة في صفوف الجيش الصهيوني... وإذا واصلت قوات الاحتلال عدوانها فإنها ستفاجأ بضربات لم تقرأ لها حسابا..
في مقابل هذه «المفاجآت» التي تعدّ لها «حماس» مثلما تفضلتم، هل «فاجأكم» موقف الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتوصيفه للعدوان الاسرائيلي على أنه «دفاع عن النفس»؟
موقف أوباما هو في حقيقة الأمر تكرار لذات الخطإ الذي قام به في ولايته السابقة عندما ألقى خطابا جميلا بعد فوزه في الولاية الرئاسية الأولى ثم خالف أداءه الوعود والتطمينات التي أطلقها كلها... وبالتالي نحن نندّد بهذا الموقف ونعتبره صكّا على بياض للكيان الصهيوني للتمادي في اجرامه ونطالبه باتخاذ موقف حقيقي لانقاذ غزة وشعبها المحاصر.
أشرت في سياق حديثك، أستاذ أسامة الى وجود رابط بين مجزرة غزة والمتغيرات الحاصلة في المنطقة... لكن السؤال هنا لماذا لم نرصد اي تغيير في الموقف الرسمي العربي تجاه المجازر الاسرائيلية رغم كل هذه المتغيرات؟
لا، أعتقد ان الساعات القليلة الماضية قد حملت تحرّكات جيدة على غرار قيام مصر بسحب سفيرها من إسرائيل...والاتصالات الجارية الآن لبحث اجراءات وخطوات لوقف المجزرة الصهيونية في غزة لكن مطلوب اجراءات أكبر وأعمق لدعم صمود الشعب الفلسطيني..
هناك من يرى في هذا العدوان بداية لتنفيذ مخطط اسرائيلي بترحيل أهالي غزة الى سيناء... ما مدى صدقية مثل هذا الطرح، من وجهة نظرك؟
نعم هناك محاولات ومساع صهيونية في هذا الاتجاه ولكن أعتقد ان ما يجري الآن في غزة يأتي في سياق مختلف.. ما يحدث الآن صحيح قد تكون له تداعيات وارتباط بملف سيناء لكن هذا المخطط لن يمرّ... فنحن مصممون على بذل الغالي والنفيس وعلى فداء أرواحنا من أجل البقاء في أرضنا... وسندافع عنها حتى آخر قطرة دم.