خرجت أمس مسيرة حاشدة من بطحاء محمد علي جابت كامل شارع الحبيب بورقيبة دعت إليها نقابات الاتحاد العام التونسي للشغل تنديدا بالاعتداءات الصهيونية على قطاع غزة والشعب الفلسطيني. المسيرة حضرها ممثلون عن نقابات التعليم الأساسي والأطباء ومتفقدو التعليم الثانوي وجامعة الصحة والنقابة العامة للتعليم الثانوي وجامعة التعليم العالي وجامعة التخطيط والمالية والنقابة العامة لأعوان العدلية وجامعة البريد والاتصالات الى جانب ممثلين عن أحزاب سياسية وأعضاء من المجلس التأسيسي على غرار محمد البراهمي عن حركة الشعب وهشام حسني (عضو مجلس تأسيسي) ومنجي اللوز (الحزب الجمهوري) وغيرهم كما شاركت في هذه الوقفة الاحتجاجية نقابة كتاب تونس واتحاد أصحاب الشهائد المعطلين عن العمل والاتحاد العام لطلبة تونس.
شعارات
وقدر رفع المحتجون شعارات تندد بما يتعرض إليه الفلسطينيون في غزة من عدوان صهيوني متواصل سقط على إثره عشرات الشهداء والجرحى جراء القصف الهمجي للعصابات الصهيونية على المدنيين من بينها «الشعب يريد تجريم التطبيع» «شركاء في العدوان الأمريكان والاخوان» «فلسطين عربية سحقا سحقا للرجعية» «مقاومة مقاومة لاصلح ولا مساومة» «شعب تونس شعب حرّ والتطبيع لن يمرّ» «عملاء الامبريالية دساترة وخوانجية» «التحرير والحرية بالمدفع البندقية» «يا نظام يا جبان يا عميل الامريكان» «يا تأسيسي عارعار غزة غزة شعلت نار» وغيرها من الشعارات التي رددها المتظاهرون بكل حماس.
كما رفعت لافتات عبرت هي الأخرى عن استنكار المحتجين لهذه الاعتداءات على غرار «معركتنا طويلة والنصر آت» و«ثوار ثوار وتحرير أراضينا نهاية المشوار» و«لن تهزم ما دمت تقاوم» و«تضمين بند تجريم التطبيع بالدستور».
مواقف
وقد أكد لنا سمير الشفي أن هذا الاحتجاج جاء في علاقة بالعدوان الهمجي الذي يتعرض إليه الشعب الفلسطيني وقطاع غزة على وجه الخصوص وأنه كان لزاما على كل الأصوات الحرة والشريفة أن تتعالى للتنديد بهذه الجرائم وللتعبير في ذات الوقت عن المساندة والوقوف غير المشروط مع المقاومة الباسلة في قطاع غزة والتأكيد على أن هذه المعركة لا يمكن ان نقبل بأن يستفرد فيها بشعب اعزل محاصر ومجرد من كل مقومات القوة غير أن عزيمته وإرادته وإيمانه بقضيته غيرت موازين القوى وأضاف الشفي أن المسيرة إنما هي رمز لمساندة شعب ثورة 14 جانفي للشقيقة فلسطين وأن الاتحاد العام التونسي للشغل سيستخدم كل طاقاته وإمكانياته من أجل ترجمة هذا الموقف على أرض الواقع عبر الدعم المادي والمعنوي والنضالي من خلال التشهير بالعدوان وأوضح أن دعم فلسطين لا يجب أن يقتصر على مجرّد الزيارات البروتوكولية التي لا تنفع المقاومين في أرض المعركة في شيء على أهمية ذلك وقال. «نحن في اتحاد الشغل نفكر جديّا لتجديد العهد مع ما قدمناه سابقامن مساهمات فعليةالى شعبنا الفلسطيني».
من جانبه ندّد محمد علي العمدوني كاتب عام نقابة أعوان العدلية بمواصلة الهجمة الصهيونية الامبريالية على قطاع غزة وقال انها جزء من مخطط عام لنهب خيرات العرب وتمرير لمشروع الشرق الأوسط الجديد لأن المعركة تحوّلت من معركة حدود الى معركة وجود. فيما أرجع عبد الحق الطرشوني كاتب عام النقابة الاساسية للسلك الصحفي الاعتداء على غزة الى موعد الانتخابات الصهيونية وأكّد أن موقف تونس هو موقف مشرف.
أما منجي اللوز (الحزب الجمهوري) فقد أوضح أن هذه الاحتجاجات هي تعبير عن الموقف الثابت من قضية الشعب الفلسطيني وقال إن الاعتداء على غزة هو ردّة فعل على تطور الطاقة العسكرية للفلسطينيين الذين بعثوا برسالة قوية لأوّل مرّة في تاريخ الصراع العربي تمثلت في الصاروخ الذي سقط بمدينة تل أبيب وهو ما أثار فزع القيادة الاسرائيلية مضيفا «الخشية أن يكون موظفا في اتجاه ايجاد المبررات لناتنياهو ونعتقد أن اسرائيل هدفها الأبعد هو ضرب حزب ا& واستدراج أمريكا الى ساحة الحرب من جديد».
محمّد ابراهمي (عضو المجلس التأسيسي) دعا الى ضرورة التصدّي لهذا العدوان البربري من خلال التحركات الشعبية الداعمة لصمود المقاومة والضغط على النظام الرسمي العربي لفك الحصار على غزة ومواصلة الضغط الشعبي في تونس من أجل تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني العنصري في الدستور.
استفزازات
المسيرة التي دعت اليها نقابات اتحاد الشغل شهدت حضورا أمنيا مكثفا حاولت توجيه المتظاهرين في مسار معين إلا أنها فشلت في ذلك. ورغم الاستفزازات الكثيرة الصادرة عن بعض المحتجين والموجهة لأعوان الأمن الا أنهم حافظوا على هدوئهم ولم يردّوا الفعل ورافقوا المسيرةحتى رجوعها الى بطحاء محمد علي رغم ترديد الشعارات ضدّهم مثل «يا بوليس يا جبان شوف أسيادك في الميدان» و«وزارة الداخلية وزارة ارهابية».