تعد ممارسة الأنشطة الثقافية والرياضيّة حقّ وجب التمتّع به حتّى ينمو الطفل في ظروف جيّدة تجعله متوازنا في المستقبل. وفي هذا الإطار توجهت «الشروق» الى بعض المدارس الابتدائيّة بأرياف معتمدية جومين يوم عطلة رأس السنة الهجريّة عساها تجد أنشطة ثقافيّة أو رياضيّة تساهم في رسم الابتسامة على وجوه أطفال الأرياف أو ما تسمّى بالمناطق النائية . لقد انتهى بنا المطاف بعد جولة طويلة الى المدرسة الابتدائية بالنشماية حيث وجدنا الساحة تعج بالتلاميذ وهم ينتظرون انطلاق العرض السينمائي بفارغ الصبر ..فتوجهنا الى السيد زهير مدير المدرسة الذي كان منهمكا في تنظيم الصفوف بالسؤال عن جدوى الأنشطة الثقافية خاصة في أيام العطل .فيقول :« نحن نعمل دائما من أجل إسعاد تلاميذنا ومشاهدة ابتسامة الفرح مرسومة على وجوههم فكلما سنحت الفرصة للقيام بنشاط تثقيفي ترفيهي إلا وسارعنا بالاتفاق مع المنتجين وتسهيل السبل لإنجاح كل التظاهرات حتى وإن كان ذلك على حساب عائلتي لأنني أعتبر التلاميذ بمؤسستي بمثابة عائلتي وأبنائي وأسرتي الموسعة». ويضيف «نحن نحاول كل سنة تركيز مجموعة من النوادي كنادي المسرح ونادي السينما ونادي للمطالعة ...ويعدّ الإقبال على هذه الأنشطة مقبولا عموما علما وأنه لا توجد بالمنطقة أيّة مرافق للترفيه باعتبارها تنتمي لوسط ريفي» وفي نفس السياق حاولنا محاورة عدد من التلاميذ لمعرفة أنشطتهم أيام العطل .وكيف يقضّونها؟ رأيهم في العروض الثقافية المقدمة ؟ والاستفادة التي يسعون إلى تحصيلها ؟
تقول آية العميري ( 5 إبتدائي): نحن في الريف لا توجد لدينا مرافق ترفيهيّة غير ما تقدّمه لنا المدرسة من عروض تنشيطيّة كالأفلام السينمائية الخاصة بالطفل وتنظيم الرحلات إلى عدّة مناطق ومدن حتى نتعرّف عليها وعلى أهاليها ومشاهدها الطبيعيّة الجميلة ..
أمّا مريم المرساني (6 ابتدائي) فتقول «أنا جدّ فرحة لوجودي مع أصدقائي وصديقاتي في يوم عطلة والغاية مشاهدة شريط سينمائي ومناقشته فنبحث في الموضوع في الأبطال أو الشخصيات الرئيسيّة والثانويّة والعلاقات بينهم» ..كما تضيف «أقضي أيام العطل في زيارة أقاربي ومطالعة بعض الكتب والقصص إضافة الى مساعدة الأهل في بعض الأنشطة المنزلية والفلاحيّة».
وتقول شيماء الحكيري : «أنا ككل تلميذة بالوسط الريفي أقضّي أيّام العطل بين مساعدة والدي في الأنشطة الفلاحية ومراجعة دروسي وأحيانا أذهب للعب مع صديقاتي ...»أما فيما يخص الأنشطة الثقافية المقدمة بالمدرسة فإنها تضيف قائلة :« أنشطة متواضعة رغم تنوّعها ومساعي السيد مدير المدرسة تبقى محدودة ..».
وتنتهي رحلتنا مع تلاميذ المدرسة الابتدائية بالنشماية بملاحظة الجهد الذي يبذله السيد المدير رغم عزوف المدرسين على تنشيط النوادي الثقافية والتي يرجعها بعضهم الى بعد مقر المدرسة عن مقرّات سكناهم وصعوبة وجود وسائل النقل في أيّام العطل .