مع حلول مواعيد العطل المدرسية (الشتاء والربيع والصيف) يعود طلبة الأرياف الى مواطن سكنهم لتمضية العطلة بين الأهل والأحباب، وإذا كان البعض منهم يستغلون هذه الفترات في المراجعة والتهيؤ للامتحانات، فإن عددا آخر منهم يجدون أنفسهم محاصرين بالملل والقلق والروتين خاصة خلال العطلة الصيفية لعدة أسباب أولها انعدام الفضاءات الترفيهية بالأرياف وثانيا عدم توفر الامكانيات المادية التي تخول لهم التنقل الى مراكز الولايات أو المعتمديات التابعين لها للالتحاق بدور الشباب والثقافة وممارسة بعض الأنشطة الترفيهية والتثقيفية. هذا المشكل يمكن التخلص منه إذا ما تضافرت جهود عدة أطراف لعل أهمها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا ووزارة التعليم ووزارة الثقافة والمحافظة على التراث ووضعت برنامجا ترفيهيا وتثقيفيا متكاملا وبعثت عددا من النوادي المختلفة لتنشيط الحياة الطلابية والتلمذية بالأرياف وذلك بفتح المدارس الابتدائية الموجودة داخل التجمعات السكنية خلال العطل المدرسية على أن توكل مهمة تنشيط هذه النوادي كالمسرح والمطالعة والموسيقى والاعلامية والرسم وغيرها من النوادي الثقافية والعلمية والتظاهرات الثقافية الى عدد من الطلبة حسب الاختصاصات المتوفرة وتكون الفئة المستهدفة تلاميذ المدارس الأساسية والاعدادية بالدرجة الأولى والطلبة بالدرجة الثانية. وبالامكان أيضا الاستعانة بخريجي الجامعات الذين طالت بطالتهم على وضع أسس قارة لبرامج تنشيطية وتعليمية تتواصل على امتداد السنة الدراسية والجامعية وتكوين فرق موسيقية ومسرحية داخل المدارس الابتدائية بالأرياف تكون قادرة على خوض غمار المسابقات الثقافية المحلية والوطنية. ويمكن الاشارة أيضا الى حرمان عدد كبير من تلاميذ المناطق الداخلية والريفية من التمتع برحلات المصائف والجولات والكشافة. وهنا لسائل أن يسأل لماذا لا تفكر ولا تهتم هذه المنظمات بهذه الشريحة من التلاميذ والطلبة والى متى سيتواصل تجاهلهم وعدم منحهم فرص الترفيه عن النفس وتكوين خبرات حياتية هامة.