صواريخ طويلة المدى وأخرى متوسطة المدى من المنتظر أن تقدمها المقاومة اللبنانية حزب الله والجمهورية الإيرانية إلى المقاومة الفلسطينية في غزة تحضيرا لحرب طويلة قد تدوم أسابيع وأشهرا. كشفت صحيفة «الأخبار» أنه «خلال الساعات الأولى من العدوان على غزة، جرى التواصل بين المقاومة في لبنان وفصائل المقاومة في غزة. واتخذ قرار عاجل باستنفار وحدات المقاومة اللبنانية والفلسطينية والحرس الثوري الإيراني العاملة في مجال إمداد المقاومة في غزة بما يمكن نقله إلى القطاع، تحسباً لطول أمد المعركة. وقالت الصحيفة إنه «وبحسب المعلومات المتوافرة في هذا المجال، يجري التركيز على نقل كميات كبيرة من الصواريخ بعيدة المدى.
ووصلت بالفعل إلى قطاع غزة كميات «لا بأس بها مما توافر» من هذه الصواريخ. ورغم أن جهود نقل الأسلحة إلى القطاع أصيبت بانتكاسة كبيرة نتيجة «تحييد» سوريا، التي كانت تمثل المحطة الرئيسية في عمليات تسليح الفصائل المقاومة، إلا ان قرار إيران وحزب الله «لا عودة عنه»، لناحية السعي إلى استمرار تدفق الأسلحة.
بدوره, حض الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أمس في كلمة ألقاها بمناسبة ذكرى عاشوراء الجامعة العربية على اتخاذ مواقف حازمة وجازمة حيال ما يجري في القطاع.
واعتبر نصر الله أن كلمات وزراء الخارجية العرب في القاهرة خلال اجتماعهم الاستثنائي مساء أمس لم ترتق إلى درجة المأمول لا سيما منها تلك كلمات وزراء خارجية الدول العربية التي شهدت «ربيعا عربيا».
وأبدى خشيته من أن تقوم بعض الدول العربية بالضغط على المقاومة للتخلي عن شروطها المحقة مضيفا : لم نسمع أي كلام عن التهديد بقطع علاقات أو بإلغاء وتعليق اتفاقيات أو باستخدام سلاح النفط أو رفع السعر أو تخفيف الإنتاج للضغط على أمريكا.
وتابع في ذات السياق : بالنسبة لبعض الدول العربية سمعنا مواقف وحتى الآن ما زالت مواقف إدانة وشجب ولم يطلق أحد أي موقف، أعلى كلام سمعناه هو ضرورة معاقبة إسرائيل ولكن كيف؟.
واكد ان «الاسرائيليين فوجئوا بصمود ورد فعل المقاومة في غزة ، لافتاً الى ان حديث العدو عن عملية برية مازال اقرب الى التهويل». وقال ان «المقاومة تقدم صورة رائعة عن صمودها وحكمتها وشجاعتها وقدرتها على المواجهة وإلى جانبها البيئة الحاضنة لهذه المقاومة، وهذه هي أهم عناصر القوة اليوم، فعل المقاومة وشعب المقاومة واحتضان هذا الشعب للمقاومة».
وأضاف الامين العام لحزب الله «امتلاك أهل غزة لعناصر القوة هذه هي التي ستفرض الموقف على العدو والصديق وكل الناس، ونؤكد على الإستفادة من هذا المعنى الذي تحدثت عنه في يوم الشهيد، لو أن المقاومة الفلسطينية ذات إرادة ضعيفة أو مخذولة من قبل أهلها وشعبها وأعلنت لا سمح الله عن ضعفها، بوقف إطلاق النار فإن أحدا في هذا العالم لن يتوقف عند العدوان بل سيساعده على تحقيق أهداف العدوان».
ورأى نصر الله «غزة وقفت وقاومت وصمدت وما زالت والإسرائيلي الذي بدا أنه يقتحم على المستوى السياسي والأمني والعسكري، ولكن بعد أيام قليلة من المواجهة واضح أن الإسرائيلي فوجئ وهم يتحدثون عن مفاجأة، والإسرائيليون أخطأوا وتوهموا عندما اعتبروا أنهم استطاعوا أن يدمروا القدرة الصاروخية للمقاومة خصوصاً منذ ضرباتهم الأولى، حتى الآن هناك قدرة للمقاومة على قصف تل أبيب والقدس وأماكن أخرى».