أحدث مركز بريد حيّ المحطّة بأم العرائس سنة 1993 لتخفيف الضّغط المتواصل على مركز البريد الرّئيسي الموجود بالحيّ العصري شأنه شأن بقيّة المرافق الإداريّة الأخرى. وفي السّنوات الأولى لإحداثه ظلّ يستقطب متساكني الأحياء المجاورة، لكن مع النموّ الدّيمغرافي المتواصل والنّهضة العمرانيّة الّتي تشهدها المنطقة.
ونظرا لأنّ مركز بريد حيّ المحطّة يوجد بمنطقة بعيدة نسبيّا عن ضوضاء المدينة والتّلوّث النّاجم عن نقل الفسفاط وتجفيفه، فقد نشأت حوله في السّنوات الأخيرة أحياء سكنيّة جديدة لذلك أصبح هذا المركز مقصدا لعديد المواطنين لقضاء شؤونهم. كلّ هذه العوامل ساهمت في ظهور الاكتظاظ والانتظار الّذي يُنهك المواطنين ويُؤرّقهم.
لكنّ الملفت للنّظر والداّعي للاستغراب أنّ عدد الموظّفين بالمركز لم يتغيّر منذ إحداثه إلى اليوم (قابض بريد وعون). ولطرح هذه الإشكاليّة تحدّثت «الشّروق» إلى السّيد نور الدّين عامري قابض البريد الّذي يعمل بهذا المركز منذ عشرين سنة والذي صرّح بأنّ رقم المعاملات قد تضاعف أربع مرّات منذ انبعاث الدّيوان الوطني للبريد وبسؤاله عن أسباب ودوافع هذا الاكتظاظ أجاب بأنّ مردّ ذلك الخدمات المتنوّعة الّتي يؤمّنها المركز للحرفاء ثمّ أضاف أنّ الاكتظاظ يصل ذروته في الأيّام الأخيرة من كلّ شهر حيث تتوافد على مركز البريد جميع الشّرائح الاجتماعية لاستخلاص مستحقّاتها من عملة وموظّفين ومتقاعدين بجميع القطاعات وجميع المنتفعين بالمنح الاجتماعية والآليّات بأنواعها اضف إلى ذلك عملة الحضائر الّذين يتمّ خلاصهم عبر الحوّالة الإلكترونيّة.
كلّ هذه العوامل أدّت حسب محدثنا إلى بروز الطّوابير الطّويلة والاصطفاف أمام مركز البريد أحيانا قبل طلوع الفجر خاصّة أيّام الذّروة.
كما التقت «الشّروق» ببعض المواطنين القادمين من الأرياف المجاورة مثل البركة وهنشير القلال والشّنوفيّة والدّوارة وقد أفادوا بأنّ تطوّر الخدمات البريديّة الإلكترونيّة جعل سيّارة البريد المتجوّل لا تؤمّن لهم جلّ الخدمات وهو ما يُحمّلهم مشاقّ التّنقّل لقضاء شؤونهم بمركز بريد المحطة.
والسّؤال المطروح : هل ستتفاعل الجهات المسؤولة مع الوضعيّة الجديدة لمركز بريد حيّ المحطّة وذلك بإعادة تجهيزه ودعمه خاصّة بموارد بشريّة جديدة؟