شرعت بلدية المهدية منذ سنة 2004 في تنفيذ مشروع نموذجي لرفع الفضلات المنزلية بالمدينة العتيقة تحت عنوان «ماد أكت» بكلفة تقارب 356 ألف دينار، إلا أن هذه التجربة توقفت بعد اعتمادها لمدة سنة ونصف فما هي الاسباب.? فبلدية المهدية ومن خلال جمعية صيانة المدينة المسؤولة على تنفيذ مشاريع التعاون الدولي قدمت تجربة المشروع النموذجي لرفع الفضلات المنزلية بالمدينة العتيقة «ماد أكت» بكلفة جملية 237.390 أورو أي ما يعادل 356 ألف دينار تونسي والذي يقوم بداية على توزيع حاوية لكل منزل أو دكان ثم على الرفع الدوري للفضلات المنزلية على طريقة «المنزل منزل» من الحاوية الفردية إلى الشاحنة ثم إلى حاوية التجميع الكبرى التي تشحن بدورها إلى المصب النهائي بواسطة شاحنة ذات ذراع آلي، إلا أن هذا المشروع توقف بعد سنة ونصف من نجاح التجربة، لنتساءل عن الأسباب؟ وعن مصير الشاحنات المعدة للغرض؟والملاحظ أن قطاع النظافة والعناية بالبيئة ببلدية المهدية يشكو جملة من المشاكل من أهمها تأخر برنامج الاستثمار الخاص بالنظافة لسنة 2012 والمتمثل في اقتناء معدات نظافة بقيمة 350 ألف دينار بتمويل من صندوق حماية وتهيئة المناطق السياحية، إضافة إلى للوضعية السيئة لنصف الآليات الميكانيكية ونقص لآلة ماسحة ضرورية لأن أغلب الطرقات بالمدينة عبارة على مسالك فلاحية منطقة «أجنة هيبون»، و«حي طرمس»، و«حي الزقانة»، و«حي الأكواش»، و«حي الروضة»، وقائمة الأحياء التي تتطلب تدخلا عاجلا على مستوى التعبيد لمدينة تعتبر مركز ولاية؟
ويبقى حسن التصرف بالمستودع البلدي من خلال تركيز البرمجيات والإعلامية وانتداب عمال نظافة جدد، وتكوين وحدة لتأطير وتكوين العملة، وتكثيف رفع المخالفات والتنبيهات الصحية من المطالب الملحة لتحسين مردودية القطاع.
ومن جهة أخرى فمن الضروري العمل على نشر الوعي البيئي وتغيير السلوكيات السلبية إلى أخرى ايجابية الذي يعتبر حجر الزاوية في إحداث أي تطور بيئي منشود بمدينة المهدية بإقامة شراكة فعلية مع المواطن، وتحسيسه بمسؤوليته تجاه محيطه ووطنه، وترسيخ مبدإ ما يُعرف بالسلوك «المواطني». أما المؤسسات فهي مطالبة هي الأخرى باعتماد الحد الأدنى من المتطلبات البيئية وإرساء منظومة للتصرف البيئي تمكنها من إدماج البعد البيئي في منظومة تصرف المؤسسة وذلك للحد من التلوث، فالعديد من المؤسسات بالجهة مازالت تلقي بفضلاتها عشوائيا في البر والبحر متسببة في أضرار كارثية على البيئة وصحة المواطنين.