فيما يستعد فريق عاصمة الجلاء لتمثيل تونس في رابطة أبطال إفريقيا بقيت وضعية ما لا يقل عن ثمانية عناصر مهمة في تشكيلة وصيف بطل تونس غامضة. لئن نجحت إدارة المهدي بن غربية في إيجاد الخليفة الأنسب لمهندس إنجاز الموسم الماضي من خلال التعاقد مع المدرب القدير نور الدين السعدي عوضا عن ماهر الكنزاري فإن هيئة فريق «قرش الشمال» تواجه حاليا عدة صعوبات للمحافظة على جميع لاعبي النادي خاصة وأنها تدرك جيدا أن الجمهور الغفير للفريق قد يلتمس أكثر من عذر لتبرير فرضية الإنسحاب من البطولة العربية لكنه في المقابل يريد الإبقاء على لاعبي النادي بل وتعزيزه بعناصر جديدة للذهاب بعيدا في المسابقة القارية لعل الفريق يستعيد أمجاد الثمانينيات من خلال إحرازه على أول لقب إفريقي في تاريخ تونس على مستوى الأندية.
عناصر مؤثرة
الوضعية الغامضة التي تحدثنا عنها تشمل أسماء بارزة مثل الحارس الأول للفريق فاروق بن مصطفى الذي يبدو أنه عجز إلى حدّ الآن في التخلص من المخلفات النفسية لضياع اللقب في الأمتار الأخيرة وهو ما جعله يصرّ على تغيير الأجواء ومغادرة بنزرت خلال الفترة القادمة رغم أنه مرتبط بعقد مع النادي إلى حدود عام 2014 من جهته اعترف متوسط ميدان الفريق أحمد حرّان أن دولارات الخليج أصبحت تغريه وبما أنه يطمح إلى تحسين وضعيته المادية فإنه يريد الاستفادة من البند التسريحي الذي يتضمنه عقده مع الفريق (100ألف دولار) لمغادرة عاصمة الجلاء في ديسمبر القادم مع العلم أن عقده ينتهي في 2014 أيضا ومن جانبه عبّر زميله السابق في «الهمهاما» محمد سلامة الذي سجل عدة أهداف حاسمة للفريق في الموسم الماضي عن عدم ارتياحه منذ قدوم الجزائري نور الدين السعدي إلى بنزرت ولم يستبعد هذا اللاعب إمكانية الخروج من الفريق أيضا لاعب آخر ظل مستقبله مجهولا مع النادي وهو نور حضرية الذي سجل 11 هدفا في بطولة الموسم الماضي وكان أحد أبرز العناصر في فريق عاصمة الجلاء رفقة المهاجم الليبي السابق للنادي محمود الزوي حيث يتضمن عقد نور مع النادي البنزرتي بندا تسريحيا قدره 450 ألف دينار في صورة التنقل إلى فريق تونسي آخر و600 ألف دينار عند الإلتحاق بفريق من خارج تونس وهو يجعل وضعية حضرية مع الفريق مفتوحة على كل الإحتمالات وتبقى فرضية مغادرته النادي قائمة في ديسمبر القادم خاصة إذا تألق كما فعل في العام الماضي من جهة أخرى ظلت وضعية كمال زعيم والجزائري عبد الملك زياية غامضة بدورها أما الأول فبسبب خلافه مع الإدارة وكذلك على خلفية ما حدث بينه وبين المدرب يوسف الزواوي عندما أشرف بصفة مؤقتة على النادي أما الثاني فإنه خيّر الانطواء على نفسه طيلة الفترة الماضية وهو ما رجح إمكانية خروجه أيضا من الفريق لعدم نجاحه في التأقلم مع أجواء وصيف بطل تونس.
إنفراج ...ولكن
المدافع المحوري للفريق العربي جابر كان بدوره على وشك مغادرة بنزرت لكن عرفت وضعيته هذا اللاعب إنفراجا واضحا خلال الأيام الماضية وقرر مواصلة المشوار مع النادي البنزرتي لكن لا يعرف إلى حد الآن إن كان سيتم تمديد عقده لفترة إضافية بما أنه ينتهي في جوان القادم. أما زميله في محور الدفاع وهو كريم بن عمر فقد وقع إلحاقه بفريق الآمال مع العلم أن عقده ينتهي في جوان ويتضمن بند تسريحيا قدره 80 مليونا.
الجزيري يوضح
«الشروق» اتصلت بالسيد أمير الجزيري رئيس فرع كرة القدم بالنادي البنزرتي لإستفساره عن الموضوع فأكد لنا مايلي «يسعى النادي البنزرتي إلى الإبقاء على كل لاعبيه لأنه يريد النجاح على الصعيدين القاري والمحلي وسنحاول كذلك تدعيم صفوفنا بلاعبين آخرين قادرين على تقديم الإضافة للفريق وفي هذا السياق نعمل على غلق الخروج أمام أبنائنا على غرار نور حضرية وأحمد حران ومحمد سلامة وفاروق بن مصطفى لأطول فترة ممكنة وسنقوم بمراعاة مصلحة كل اللاعبين ، أما بخصوص الجزائري عبد الملك زياية فقد واجه مؤخرا العديد من المتاعب بسبب تعرض منزله إلى السرقة في أكثر من مناسبة وهو ما أثر سلبيا على تركيزه وأما بخصوص المدافع كريم بن عمر فقد وافقنا على تسريحه بمجرد تأمين قيمة البند التسريحي الذي يتضمنه عقده مع الفريق».
نقطة تحسب لهيئة بن غربية
رغم الصعوبات التي قد تعترض هيئة بن غربية في الابقاء على أبنائها الذين صنعوا ربيع الفريق في الموسم الماضي فإنها نجحت في الإبقاء بجميع التزاماتها تجاه اللاعبين حيث مكنتهم من جميع مستحقاتهم المالية ساعات قليلة قبل مباراة الفريق ضد النادي الافريقي.