في أغلب مدن العالم وفي تونس نجد في السّاحات العامّة وفي مدخل كلّ مدينة أعمالا فنيّة متنوّعة تجسّد طبيعة الحياة بالمنطقة وعاداتها وتقاليدها وموروثها الثّقافي ، لكن في مدينة أم العرائس لا نجد أيّ أثر لهذه الأعمال الفنيّة. مكتب قفصة (الشروق) الشّروق تابعت الموضوع والتقت بعض المعنيين .الشّاب بسّام الدّرغوثي متحصّل على ماجستير في الفنّ التّشكيلي أوضح أنّ الفنّان التّونسي بقيت أعماله محصورة في اطار المؤسّسة الفنيّة ودُور العرض وذلك يعود لسياسة التّضييق الّتي انتهجتها الأنظمة السّابقة تُجاه الفنّ والفنّانين ، ويضيف أنّ احتواء الفنّان من قبل المؤسّسة الفنيّة الخاصّة والعموميّة لخدمة الأنظمة الدّكتاتوريّة قتل روح الابتكار والمبادرة وأعطى الفرصة للدّخلاء على الفنّ حيث لم تعد غايته فكريّة بل أصبحت تجاريّة بحتة ورضخ العمل الفنّي الى عمليّة التّسويق ومعاييره الماديّة. هذا التّضييق يضيف محدثنا أثّر على العمل الفنّي فحُرمت الجهات الدّاخليّة من الابداع الفنّي لابراز موروثها الثّقافي. وبسؤاله عن امكانيّة الابداع بعد أن جاءت الثّورة وحرّرت الألسن والأفكار قال ان الفنّ قائم على قوّة الفكرة والمفهوم وأنّ الفنّ المعاصر لم يعُدْ قائما على الموادّ الثّمينة وهويرى أيضا أنّه يمكن أن تُوظّف الموادّ المستعملة والمتلفة والمهملة (من حديد وبلاستيك وزنك...) المتراكمة والتّابعة لشركة فسفاط قفصة وبذلك يمكن ابداع وابتكار أعمال فنيّة وتشكيليّة تُظهر الموروث الثّقافي المتنوّع بالجهة بالسّاحات العامّة. فهل ستكون لأفكار وطموحات هذا الشّاب صدى لدى بعض الجمعيّات المهتمّة بالفنون والابداع ؟